منوعات

اللون الأرجواني “وهم بصري”.. علماء يكشفون سر اللون الذي لا وجود له في الواقع



اللون الأرجواني: خدعة ذكية من الدماغ

في مفاجأة قد تُصدم عشاق الألوان، كشفت دراسة علمية حديثة أن اللون الأرجواني ليس لونًا حقيقياً فيزيائياً، بل هو نتيجة خداع بصري معقّد يُنتجه الدماغ البشري عند تعرّضه لألوان متعاكسة على طيف الضوء المرئي.

ووفقًا للباحثين، فإن الأرجواني لا يتكوّن من طول موجي واحد مثل باقي الألوان، بل هو محاولة من الدماغ لحل لغز بصري معقّد ناتج عن رؤية اللونين الأحمر والأزرق معاً في الوقت نفسه.


كيف يُنتج الدماغ اللون الأرجواني؟

عندما يرى الإنسان خطوطاً موجية زرقاء وحمراء في نفس اللحظة، يحدث ارتباك داخل العين والدماغ، لأن الأزرق والأحمر يقعان على طرفي نقيض من طيف الضوء المرئي.

ولحل هذه المشكلة، يقوم الدماغ بما يشبه ثني الطيف على شكل دائرة، ليجمع بين اللونين وينتج الأرجواني، على الرغم من أنه لا يوجد طول موجي حقيقي للون الأرجواني في الطبيعة.


“المخاريط” الثلاثة.. سر رؤية الألوان

يُعالج الدماغ الألوان من خلال خلايا حساسة للضوء تُسمى “المخاريط” داخل العين، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع:

  • المخاريط S: تستشعر الأطوال الموجية القصيرة مثل الأزرق والبنفسجي.
  • المخاريط M: تستشعر الأطوال الموجية المتوسطة مثل الأخضر والأصفر.
  • المخاريط L: تستشعر الأطوال الموجية الطويلة مثل الأحمر والبرتقالي.

وعند تنشيط نوعين من هذه المخاريط في وقت واحد، يُنتج الدماغ درجات لونية مختلطة مثل الفيروزي أو البنفسجي، لكن الأرجواني حالة خاصة، لأنه نتاج تفاعل متعاكس بين المخاريط S وL فقط دون أي إشراك للمخاريط M.


أكثر من مليون لون.. ولكن ليس الأرجواني كما نظن

بفضل هذا النظام العصبي الدقيق، يستطيع الإنسان التمييز بين أكثر من مليون لون. ومع ذلك، فإن اللون الأرجواني لا يتوافق مع أي طول موجي فردي، مما يجعله لوناً إدراكياً بحتاً، لا وجود له من الناحية الفيزيائية في طيف الضوء.


لماذا نحب اللون الأرجواني إذًا؟

رغم أن الأرجواني مجرد “اختراع دماغي”، إلا أنه يظل من أكثر الألوان جاذبية وشعبية حول العالم، نظراً لتفرّده البصري وتكوينه النفسي، الذي يربطه كثيرون بالإبداع والغموض والترف.

الدراسة تفتح المجال لفهم أوسع حول كيفية إدراك الألوان، وتؤكد أن الدماغ لا يكتفي فقط بنقل الواقع بل يصنعه أحياناً.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى