منوعات

ثورة في طب الأسنان: زراعة الأسنان الطبيعية باستخدام خلايا المريض تفتح الباب لعلاج دائم وبيولوجي



في إنجاز علمي غير مسبوق، أعلن علماء من جامعة كينجز كوليدج البريطانية عن تطوير تقنية رائدة تسمح بزراعة أسنان طبيعية باستخدام خلايا حية مأخوذة من المريض نفسه، في خطوة قد تُحدث تحولاً جذرياً في علاج فقدان الأسنان واستبدالها بحلول بيولوجية مستدامة، تتفوّق على الحشوات والتركيبات الصناعية التقليدية.


من الحشوات إلى نمو الأسنان من جديد

لطالما عانى الملايين حول العالم من فقدان الأسنان الناتج عن التسوّس، الحوادث، أو الأمراض المزمنة، ومع أن الحلول التقليدية مثل التركيبات وزراعة الأسنان الصناعية قدّمت بعض الراحة، إلا أنها تبقى مؤقتة ولا تعوّض الوظيفة الحيوية الكاملة للأسنان الطبيعية.

الآن، ولأول مرة في تاريخ الطب، أصبح من الممكن إعادة نمو الأسنان في المختبر، باستخدام بيئة حيوية دقيقة تم تطويرها بعناية، تُحاكي الظروف الطبيعية لفم الإنسان، بما يتيح للخلية أن تنمو وتكوّن بنية سن كاملة.


كيف تعمل التقنية الجديدة؟

يعتمد الفريق العلمي على خلايا جذعية مأخوذة من فم المريض أو الأنسجة المحيطة به، ثم يتم دمجها مع مادة حيوية مصممة خصيصاً لتشجيعها على التواصل الحيوي والتفاعل داخل المختبر. وقد أظهرت التجارب نتائج واعدة، حيث بدأت هذه الخلايا بتكوين بنية سنّ حقيقية.

حاليًا، يجري تطوير طريقتين للتطبيق السريري:

  • زراعة السن بالكامل داخل المختبر ثم نقله إلى فم المريض.
  • غرس الخلايا في مكان السن المفقودة داخل الفم لاستكمال النمو داخلياً.

لماذا تتفوق الأسنان المزروعة بيولوجياً؟

أوضح الباحثون أن الأسنان المزروعة بهذه التقنية تندمج مع الفك بشكل طبيعي، مما يجعلها أكثر أماناً من التركيبات الصناعية. كما أن هذه الأسنان:

  • تمتاز بعمر أطول ومتانة أعلى.
  • تقل فيها مخاطر الرفض المناعي أو الالتهابات.
  • تحافظ على البنية الفموية المحيطة بشكل أفضل.

بالمقابل، قد تتسبب الحشوات التقليدية بمرور الوقت في تسوّس ثانوي أو تآكل في السن، بينما تبقى الأسنان البيولوجية المزروعة أكثر انسجاماً مع الجسم.


من الطبيعة إلى المختبر: كيف ألهمت الحيوانات العلماء؟

استلهم الباحثون فكرتهم من بعض الحيوانات مثل أسماك القرش والفيلة، التي تمتلك قدرة طبيعية على تجديد أسنانها مدى الحياة. وبتقنية إعادة برمجة الخلايا الجذعية، أصبح بالإمكان تفعيل هذه الآلية في الإنسان، لتبدأ الخلايا دورة نمو جديدة تُنتج سنًا جديدًا بالكامل.


إعادة الحياة البيولوجية للفم

صرّحت الدكتورة آنا أنجيلوفا-فولبوني، مديرة قسم طب الأسنان التجديدي في الجامعة، بأن الهدف ليس فقط استعادة الأسنان، بل إعادة تنشيط النظام البيولوجي الكامل للفم. وأضافت أن هذه التقنية ستكون بمثابة ثورة في العناية بالأسنان، لما ستقدمه من حلول طويلة الأمد وفعالة وآمنة.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى