الخوال في مصر: مهنة تاريخية تعود للواجهة بإطلالة محمد رمضان في كوتشيلا

الخوال في مصر
عادت مهنة الخوال في مصر إلى واجهة الجدل الثقافي والاجتماعي بعد ظهور الفنان محمد رمضان في مهرجان كوتشيلا بأمريكا بزي يشبه ملابس راقصات الماضي.
هذا الظهور الغريب أعاد إلى الأذهان مهنة غريبة وفريدة من نوعها، مارسها رجال في مصر خلال القرن التاسع عشر، عُرفوا باسم “الخوال” أو “الغايش”.
ظهرت هذه المهنة في ظل ظروف تاريخية دقيقة، حينما صدر قرار بنفي الراقصات من القاهرة، لتنشأ مهنة بديلة يقوم بها الرجال لأداء نفس نوع الرقص، وبملابس نسائية.
أصل مصطلح “الخوال” في مصر
- تعود كلمة “الخوال” في الأصل العربي إلى معانٍ مثل “الخادم” أو “العبد”.
- استخدمت الكلمة تاريخيًا للإشارة إلى فئة من الناس تم أسرهم في الحروب.
- كانوا يتمتعون بحرية نسبية مقارنة بالعبيد، ما أتاح لهم الدخول في مهن غير تقليدية.
الخوال والغايش: هل هما نفس الشيء؟
- في بعض المناطق، يُطلق على الخوال اسم “الغايش”.
- الكلمتان تُستخدمان للإشارة إلى نفس الظاهرة: رجال يرقصون بملابس نسائية.
الخوال في مصر: كيف ظهرت هذه المهنة؟
1. القرار السياسي وراء ظهور المهنة
في عام 1835:
- ضغط مشايخ الأزهر الشريف على والي مصر محمد علي لطرد الراقصات من القاهرة.
- صدر قرار رسمي بنفيهن إلى الصعيد، خاصة محافظة قنا.
- تم تهديد أي راقصة تمارس المهنة داخل القاهرة بإلقائها في النيل.
2. الفراغ الفني وظهور البديل
- بعد طرد الراقصات، أصبح هناك فراغ في المجال الترفيهي.
- بدأ بعض الرجال تقليد أسلوب الرقص الشعبي للنساء.
- ارتدوا ملابس نسائية مشابهة، مع تقليد الحركات والأزياء.
الملابس والهيئة الخارجية للخوال
كان مظهر الخوال في مصر مثيرًا للدهشة والجدل، وتكون من العناصر التالية:
- ارتداء فساتين راقصة.
- رسم الحناء على الأيدي.
- إطالة الشعر وتضفيره.
- مكياج بسيط يوحي بالأنوثة.
- جمع زيهم بين الطابع الذكوري والأنثوي.
أماكن تقديم عروضهم
- حفلات الزفاف.
- الموالد الشعبية.
- مناسبات اجتماعية كبيرة.
- عروض أمام الأجانب والزوار الأوروبيين.
كيف اختفت مهنة الخوال في مصر؟
1. التطور الحضاري والثقافي
- في خمسينات وستينات القرن الماضي، شهدت مصر طفرة حضارية.
- انتشار السينما والمسرح قلل الحاجة لمثل هذه العروض.
2. تغيّر الذوق العام
- بدأت هذه العروض تُعتبر غير لائقة.
- ازداد الوعي الثقافي وظهرت أنماط ترفيه بديلة.
3. تضييق أمني ومجتمعي
- أصبح المجتمع أكثر تحفظًا.
- تعرض الخوال لمضايقات اجتماعية وقانونية.
الخوال في مصر والجدل الذي أعاده محمد رمضان
إطلالة محمد رمضان في كوتشيلا
- ارتدى محمد رمضان بدلة تشبه زي الراقصات.
- أثارت الإطلالة موجة جدل وسخرية.
- اعتبر البعض أنها تشبه زي “الخوال” في الماضي.
ردود الفعل على السوشيال ميديا
- انتقادات حادة لإطلالته.
- سخرية من تشبيهه بالخوال.
- تساؤلات حول دلالة الزي وتاريخه.
هل كانت مهنة الخوال في مصر فنًا أم وسيلة للعيش؟
نظرة اجتماعية
- في سياقها الزمني، كانت وسيلة لكسب العيش.
- لم يكن الغرض منها التشبه بالنساء، بل ملء فراغ فني.
الجانب الفني
- الرقصات كانت متقنة.
- الملابس مصممة بأسلوب يجذب الجمهور.
- تطلبت تدريبًا ولياقة.
الخوال في مصر: بين الطرافة والرمزية الثقافية
لماذا يثير هذا الموضوع اهتمامًا كبيرًا الآن؟
- ارتباطه بظواهر ثقافية معاصرة.
- تزايد البحث عن الهوية الفنية والتاريخية.
دروس من تاريخ الخوال
- تأثير القرارات السياسية على الحياة الاجتماعية.
- قدرة الإنسان على التكيف مع الظروف.
- وجود مساحات مرنة بين الفن والجنس والهوية.
يبقى تاريخ الخوال في مصر واحدًا من أكثر الفصول غرابة في تاريخ الفن الشعبي المصري. ظهرت هذه المهنة نتيجة لقرارات سياسية ودينية، لكنها تعكس كيف يمكن للثقافة أن تتغير جذريًا نتيجة الظروف. واليوم، في زمن السوشيال ميديا والانفتاح العالمي، تعود هذه المهنة للحديث مجددًا، سواءً من باب الطرافة أو التأمل في الماضي.
ورغم اختفائها، إلا أن مهنة “الخوال” تبقى مرآة لزمن تغيّرت فيه الموازين الفنية والاجتماعية، وستظل تثير الفضول والنقاش في كل مرة تظهر فيها مجددًا في الذاكرة الجمعية أو الإعلام الجماهيري.