أزمة وجهات تعصف بالمفاوضات النووية: إيران تُفاجئ العالم وتصر على مسقط بدلاً من روما

خيم الغموض مجددًا على مصير المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، بعد أن أعلنت طهران، صباح اليوم الثلاثاء، تمسكها بعقد الجولة المقبلة من المحادثات في مسقط، رغم تأكيدات سابقة من أطراف دولية باختيار روما كمكان للقاء. هذا التغيير المفاجئ أعاد فتح باب التساؤلات حول أجندة طهران الحقيقية، وألقى بظلاله على إمكانية تحقيق تقدم في هذا الملف المعقد.
خلاف دبلوماسي حول مكان المفاوضات
أثار إصرار إيران على مسقط ارتباكًا دبلوماسيًا، خاصة أن عدة تصريحات سابقة – منها على لسان وزراء خارجية إيطاليا وهولندا – أكدت الاستعدادات لعقد الاجتماع في روما. كما أوردت وكالة “أسوشيتد برس” معلومات عن ترتيبات قائمة للقاء يوم السبت المقبل في العاصمة الإيطالية.
لكن طهران قلبت الطاولة بإعلانها الرسمي عبر وكالة “إرنا” الحكومية، دون تقديم تفسير واضح، رغم أن التوقيت يتزامن مع عطلة عيد الفصح في إيطاليا، ما قد يشير إلى أسباب لوجستية أو سياسية خلف هذا التغيير.
ترامب: “لا ثقة في نوايا إيران”
في واشنطن، لم يصدر تأكيد رسمي حول مكان المحادثات، غير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّر عن شكوكه حيال النوايا الإيرانية، وقال: “أعتقد أنهم يماطلوننا”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي، رغم رغبته في رؤية إيران “دولة غنية وعظيمة”.
الوكالة الذرية تدخل على الخط
في سياق متصل، أعلن المدير العام لـ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، نيته زيارة طهران هذا الأسبوع لتحسين سبل رقابة المفتشين الدوليين على المنشآت النووية الإيرانية. ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس الإيراني ووزير الخارجية، في خطوة قد تسبق أي انفراج دبلوماسي.
خلافات حادة حول التخصيب والعقوبات
تبقى أهم نقاط الخلاف بين الطرفين متمثلة في:
- مستوى تخصيب اليورانيوم: إيران وصلت إلى نسبة 60%، في حين أن اتفاق 2015 حدد النسبة بـ 3.67% فقط.
- العقوبات الاقتصادية: طهران تطالب برفعها مقابل تقديم تنازلات فنية، لكن لم تُكشف الشروط بوضوح من أي طرف حتى الآن.
ضمانات وتشدد في الخطاب الإيراني
أكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن بلاده لن تقبل العودة للمحادثات دون ضمانات حقيقية تضمن الالتزام بالاتفاق. وقال إن لغة “العقوبات والضغط والترهيب” تعيق أي مفاوضات مباشرة.
ورغم التصريحات المتشددة، شهدت الجولة الماضية في عمان لقاءً مباشرًا نادرًا بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وعباس عراقجي، ما يدل على وجود قنوات تواصل خلف الكواليس.
هل تعرقل الخلافات الدبلوماسية مسار التفاوض؟
في ظل الإصرار الإيراني على مسقط، والتصريحات المتضاربة من أطراف متعددة، يبقى السؤال: هل سنشهد فشلًا جديدًا في تقريب المسافات بين واشنطن وطهران، أم أن الدبلوماسية ستنتصر في اللحظات الأخيرة؟
العالم يترقب.. والملف النووي الإيراني يدخل مرحلة جديدة من الاختبار السياسي والدبلوماسي الصعب.