سياسة دولية

في سابقة سياسية نادرة.. أوباما وبايدن وكلينتون يحذرون علنًا من مسار أمريكا تحت حكم ترامب

كسر ثلاثة من أبرز الرؤساء الديمقراطيين السابقين في الولايات المتحدة – باراك أوباما، جو بايدن، وبيل كلينتون – حاجز الصمت والتقليد السياسي الذي يقضي بعدم انتقاد الرئيس الحالي علنًا، موجهين رسائل مباشرة إلى الشعب الأمريكي خلال سلسلة من الخطابات على مدى أسبوعين، حذروا فيها مما وصفوه بـ”الخطر الداهم على الديمقراطية الأمريكية” في ظل سياسات دونالد ترامب.


أوباما: “تنمّر على المؤسسات”.. وتحذير من تجاوز الأعراف

في كلمة ألقاها في كلية هاميلتون بولاية نيويورك، دق الرئيس الأسبق باراك أوباما ناقوس الخطر، منتقدًا ما وصفه بـ”تنمّر ترامب على الجامعات والمؤسسات الفكرية”، معتبرًا أن تجاوز الأعراف الديمقراطية يتطلب ردة فعل مجتمعية واعية. أوباما دعا أصحاب الموارد إلى مقاومة محاولات تهميش الخطاب الأكاديمي والفكري، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على القيم الأمريكية الأساسية.


بايدن: الإدارة الحالية “قاسية عمدًا” وتمزق النسيج الاجتماعي

أما الرئيس السابق جو بايدن، فرفع من حدة اللهجة خلال مؤتمر وطني في شيكاغو حضره ممثلون عن ذوي الإعاقة، حيث وصف سياسات ترامب بـ”القاسية المتعمدة”، مشيرًا إلى تخفيضات البرامج الاجتماعية التي أدت إلى تراجع خدمات الضمان. وقال بايدن إن “ما حدث خلال أقل من 100 يوم أضر بالنسيج الاجتماعي الأميركي أكثر مما نتخيل”.


كلينتون: الذكرى المؤلمة وسلاح الخطاب المتطرف

استثمر الرئيس الأسبق بيل كلينتون ذكرى تفجير مبنى ألفريد ب. مورا الفيدرالي في أوكلاهوما – الذي أودى بحياة 168 شخصًا – لتوجيه انتقاد غير مباشر، لكنه حاد، لخطاب ترامب. وأكد كلينتون على ضرورة التصدي للغة “الهيمنة والمظلومية” التي اعتبرها تمهيدًا للخطر، داعيًا إلى استعادة روح التضامن الوطني كما حدث بعد الكارثة.


تحول غير مسبوق في أعراف السياسة الأمريكية

هذا الموقف الجماعي لرؤساء سابقين – كان يُنظر إليهم دومًا كحماة للتقاليد السياسية – يمثل تحولًا لافتًا في الحياة العامة الأمريكية، ويعكس قلقًا حقيقيًا من الاتجاهات السياسية والشعبوية التي بدأت تهدد ثوابت الديمقراطية الأمريكية، وفق مراقبين.


صراع مفتوح على روح أمريكا: هل تنجح التحذيرات؟

تأتي هذه التصريحات في وقت حرج يسبق استحقاقات انتخابية مصيرية، وتُعد مؤشرًا على تصاعد التوتر السياسي داخل المشهد الأمريكي. وفي ظل انقسام مجتمعي حاد، يبقى السؤال الأبرز: هل تُثمر هذه التحذيرات في تغيير المسار؟ أم أن خطاب ترامب سيظل يحشد قاعدة انتخابية صلبة لا تعبأ بتلك الرسائل؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى