منوعات

البروفيسور الهادي يحذر: “شات جي بي تي” لا يُغني عن العلاج النفسي المهني

شات جي بي تي

في ظل تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، سلّط أستاذ الطب والعلاج النفسي، البروفيسور أحمد بن نايف الهادي، الضوء على ظاهرة متنامية بين الشباب وهي اللجوء إلى أدوات الذكاء الاصطناعي للدعم النفسي، وعلى رأسها تطبيقات المحادثة الذكية مثل “شات جي بي تي”، محذرًا من الاعتماد عليها كبديل للعلاج النفسي المتخصص.

اهتمام قديم.. لكن الواقع جديد

وأوضح الهادي أن الاهتمام باستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال النفسي ليس جديدًا، بل تمت مناقشته منذ عام 2006 في بحوث أكاديمية وأعمال سينمائية، مشيرًا إلى فيلم “Her” الذي تنبأ بعلاقة عاطفية بين الإنسان والمساعد الافتراضي، وهو ما بات اليوم أقرب إلى الواقع منه إلى الخيال.

سهولة الوصول أبرز الأسباب

استعرض الهادي الأسباب التي تدفع الأفراد، خاصة في السعودية ودول الخليج، لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الجانب النفسي، من بينها صعوبة الوصول إلى المختصين، وطول قوائم الانتظار، وارتفاع تكلفة الجلسات، مقابل سهولة استخدام “شات جي بي تي” عبر الهاتف الذكي دون أي تعقيدات.

وأشار إلى أن انتشار الإنترنت بنسبة تتجاوز 98% في السعودية جعل هذه الأدوات في متناول الجميع، مما زاد من استخدامها بشكل لافت.

دراسة حديثة تكشف الواقع

أشار الهادي إلى دراسة حديثة نُشرت في مارس، تناولت استخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة للدعم النفسي، وبيّنت أن الردود كانت تحت مراجعة بشرية، ما يعكس وجود تحفظات على دقة وجدوى هذه الأدوات في الوقت الحالي، مؤكدًا أن الاعتماد الكامل لا يزال مبكرًا، وقد يستغرق سنوات للوصول إلى نتائج موثوقة.

المخاطر: من التوجيه الخاطئ إلى انتهاك الخصوصية

حذّر البروفيسور الهادي من مخاطر عديدة، أبرزها:

  • تأخر زيارة الطبيب النفسي الحقيقي.
  • تلقي نصائح غير دقيقة أو مضللة.
  • انتهاك الخصوصية عبر مشاركة معلومات شخصية حساسة.
  • حوادث مؤسفة، مثل حالة انتحار بعد استشارة الذكاء الاصطناعي.

ضرورة التوعية والفصل بين الدعم والعلاج

اختتم الهادي حديثه بتأكيده على أهمية دور الإعلام والمختصين في توعية المجتمع، وأن “شات جي بي تي” قد يساعد في الدعم السطحي، لكنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن الطبيب النفسي، مشددًا على أن أي نصيحة غير مستندة إلى تقييم سريري دقيق لا يمكن الوثوق بها في الحالات الجادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى