سياسة دولية

إيران تنفي رسميًا نقل رسائل إلى إسرائيل عبر قبرص: حقيقة التصريحات القبرصية المثيرة للجدل

في تطور لافت يعكس تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، نفت وزارة الخارجية الإيرانية، الأحد، بشكل رسمي ما أعلنه الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليديس بشأن تلقي بلاده طلبًا من طهران لنقل رسائل إلى الجانب الإسرائيلي.

طهران تكذب نيقوسيا: لا وساطة ولا رسائل

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، شدد على أن “إيران لم ترسل أي رسالة إلى إسرائيل عبر أي دولة”، معتبرًا أن الأنباء المتداولة حول وجود دور لقبرص في نقل رسائل سياسية أو أمنية “عارية عن الصحة تمامًا”.

وجاء هذا التصريح الإيراني بعد أن فاجأ كريستودوليديس الأوساط السياسية بتأكيده أن بلاده تلقت رسالة من طهران موجهة إلى إسرائيل، دون الكشف عن محتواها، وأكد أنه يعتزم مناقشة الأمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي لاحق.

الرئيس القبرصي ينتقد أوروبا ويطلب تحركًا عاجلًا

في سياق موازٍ، عبّر الرئيس القبرصي عن انزعاجه من ما وصفه بـ”تباطؤ” الاتحاد الأوروبي في التعاطي مع التصعيد الخطير في الشرق الأوسط، معلنًا أن نيقوسيا طلبت عقد اجتماع استثنائي لمجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي لبحث التطورات.

قراءة في خلفيات التصريحات والتكذيب

الموقف الإيراني يأتي في وقت بالغ الحساسية، وسط تزايد المواجهات والتوترات الإقليمية، خصوصًا بين طهران وتل أبيب. ويُفهم من النفي الإيراني رغبة في نفي أي شبهة مفاوضات غير مباشرة أو رسائل سياسية قد تُفسر على أنها تراجع أو تليين في الموقف الإيراني تجاه إسرائيل.

في المقابل، لا يزال الموقف القبرصي يثير تساؤلات، خاصة مع تأكيد الرئيس القبرصي استلام رسائل من طهران، وهو ما يفتح بابًا للتكهنات حول ما إذا كانت هناك اتصالات دبلوماسية غير معلنة بين بعض الأطراف الإقليمية.

تكشف هذه الحادثة عن مدى التعقيد في العلاقات الإقليمية، وسط تسابق التصريحات والنفي، وتبرز الحاجة إلى قراءة دقيقة للمواقف الرسمية في ظل تصاعد التوترات العسكرية والسياسية في الشرق الأوسط.

هل نشهد فصلًا جديدًا من التصعيد أم تمهيدًا لقنوات دبلوماسية غير مباشرة؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى