“أوزمبيك” يعكس أمراض الكبد الخطيرة: نتائج سريرية مبشّرة بسيماجلوتيد تغيّر قواعد العلاج

في إنجاز طبي عالمي يُعدّ الأول من نوعه، أظهرت تجربة سريرية دولية من المرحلة الثالثة أن دواء سيماجلوتيد، المعروف تجاريًا باسم “أوزمبيك”، يمكنه إيقاف تطور أمراض الكبد المرتبطة بخلل التمثيل الغذائي (MASH)، بل وعكس مسارها، وفقًا لما كشفت عنه نتائج دراسة “ESSENCE” المنشورة حديثًا في مجلة “نيو إنجلاند” الطبية.

ما هو مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD)؟

يُعرف هذا المرض سابقًا باسم الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، وهو اضطراب كبدي مزمن ناتج عن تراكم الدهون في الكبد، ويُعد من أكثر الأمراض انتشارًا في العالم، ويرتبط بشكل وثيق بـالسمنة، وداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية. ويؤدي استمرار تراكم الدهون إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الكبد المزمن، التليف الكبدي، وسرطان الكبد.

لا علاج مرخّص حتى الآن.. وسيماجلوتيد يغيّر المعادلة

رغم الانتشار الكبير لهذا المرض، لا توجد حتى اليوم أدوية مرخّصة خصيصًا لعلاجه، وهو ما يجعل نتائج تجربة سيماجلوتيد مثيرة للاهتمام. وقد اختار الباحثون هذا الدواء بناءً على قدرته السابقة في تقليل الدهون وفقدان الوزن وتحسين وظائف الكبد لدى مرضى السمنة والسكري.

نتائج تجربة ESSENCE: تحسّن ملحوظ في الكبد وإنزيماته

شملت التجربة 800 مشارك من 37 دولة تلقوا حقنة أسبوعية من سيماجلوتيد أو دواء وهمي، إلى جانب استشارات تغذية ونمط حياة. وبعد 72 أسبوعًا، أظهرت النتائج:

• انخفاض التهاب الكبد الدهني لدى 62.9% من المرضى الذين تناولوا سيماجلوتيد مقابل 34.3% فقط في المجموعة الوهمية.
• تحسّن تليف الكبد في 36.8% من مجموعة سيماجلوتيد مقابل 22.4% في مجموعة الدواء الوهمي.
• فقدان وزن بنسبة 10.5% وتحسّن في مؤشرات الدم وإنزيمات الكبد.

ورغم فعاليته، ظهرت آثار جانبية شائعة مثل الغثيان، الإسهال، الإمساك، والقيء، لكنها كانت ضمن الحدود المتوقعة لمثل هذا النوع من الأدوية.

أمل حقيقي في أفق علاج MASLD

أكد البروفيسور فيليب نيوسوم من كينجز كوليدج لندن، أن هذه النتائج تمثل “أملاً حقيقياً” لمرضى MASLD وMASH، مشيرًا إلى أن الدواء قد يكون أداة فعالة في إبطاء أو عكس تطور المرض. كما أشار إلى استمرار الدراسة على عينة أكبر تبلغ 1200 مشارك على مدار خمس سنوات لتقييم التأثيرات طويلة الأمد.