الأمير تركي الفيصل من هارفارد: استقرار الخليج سرّ نجاحه.. وتحقيق السلام يبدأ من فلسطين

كلمة مؤثرة للأمير تركي الفيصل في جامعة هارفارد: الخليج واحة استقرار في عالم مضطرب
أكّد الأمير تركي الفيصل، خلال كلمته في مؤتمر الخليج العربي بجامعة هارفارد، أن دول مجلس التعاون الخليجي تمثل نموذجاً فريداً من نوعه في الاستقرار السياسي والاجتماعي، وسط عالم يعاني من اضطرابات سياسية وأمنية متصاعدة. وأوضح أن سرّ هذا النجاح يعود إلى استقرار الأنظمة الحاكمة وسلاسة انتقال السلطة، ما أتاح للدول الخليجية التفرغ للتنمية وتحقيق الرفاهية لشعوبها.
الخليج في وجه التحديات الإقليمية والدولية
استعرض الأمير تركي أبرز التحديات التي تواجه منطقة الخليج والشرق الأوسط، مشيراً إلى أن هذه المنطقة لطالما كانت ساحة لصراعات دولية بسبب موقعها الجغرافي وثرواتها النفطية.
ورغم الأزمات المتلاحقة، مثل الثورة الإيرانية، الحرب العراقية الإيرانية، غزو الكويت، غزو العراق، الصراع العربي الإسرائيلي، استطاعت دول الخليج أن تحافظ على استقرارها بفضل الدبلوماسية الحكيمة، تماسكها الداخلي، وتحالفاتها الإستراتيجية.
الأزمات الحالية ومستقبل الخليج
سلّط الأمير الضوء على الأزمات المشتعلة في غزة، لبنان، سوريا، اليمن، والملف النووي الإيراني، مؤكداً أن هذه الملفات تمثل تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة، لكنها ليست جديدة على الخليج.
وأشار إلى أن هذه الدول تمتلك من الرؤى الإصلاحية والمشاريع التنموية، خصوصاً في ظل رؤية السعودية 2030، ما يمكّنها من تجاوز هذه التحديات.
القضية الفلسطينية.. في صميم النزاع الشرق أوسطي
شدّد الأمير تركي على أن القضية الفلسطينية تبقى الجوهر الحقيقي للنزاع في المنطقة، معتبراً أن تجاهل حقوق الفلسطينيين واستمرار الاحتلال يُفشلان كل محاولات السلام.
وأكد أن أي تسوية مفروضة من الخارج لا يمكن أن تنجح ما لم تحظَ بموافقة الفلسطينيين، مشيراً إلى أن مسار التطبيع لا يُغني عن العدالة، وأن أحداث 7 أكتوبر 2023 أثبتت إخفاق المجتمع الدولي في التعامل الجاد مع هذه القضية.
التزام سعودي راسخ بالسلام الإقليمي والدولي
اختتم الأمير كلمته بالتأكيد على أن المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ملتزمة بدعم الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.
كما دعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه معاناة الشعب الفلسطيني، مطالباً بتحرك دولي أخلاقي وإنساني لوقف المأساة المتواصلة.