سياسة دولية

تصعيد خطير بين الهند وباكستان يعيد شبح الحرب النووية إلى جنوب آسيا

شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم (الأربعاء) تصعيداً عسكرياً خطيراً بين الهند وباكستان، مع إعلان نيودلهي شن سلسلة ضربات جوية مركّزة داخل الأراضي الباكستانية، ردًا على هجوم دموي وقع الشهر الماضي في كشمير الهندية.


هذه العملية، التي وُصفت بأنها الأكثر جرأة منذ ست سنوات، تُعد تحولًا استراتيجيًا في نهج الهند تجاه خصمها النووي، وأثارت قلقًا دوليًا واسع النطاق من احتمالية اندلاع صراع مفتوح بين القوتين النوويتين في المنطقة.


أهداف الضربات العسكرية ونطاقها الجغرافي

قالت وزارة الدفاع الهندية إن الضربات استهدفت تسعة مواقع اعتُبرت “نقاط انطلاق لهجمات إرهابية ضد الهند”، مشيرة إلى أن العمليات كانت “محدودة وغير تصعيدية”، وتركّزت على معسكرات لجماعات مسلّحة، دون المساس بالمدنيين أو المنشآت العسكرية الباكستانية.

من جهتها، أعلنت باكستان سقوط قتلى مدنيين، من بينهم طفل ومراهقان، وأكدت أن الهجمات طالت مناطق سكنية في كل من أحمد بور الشرقية، موريدكي، وسيالكوت، إضافة إلى مواقع في كشمير الباكستانية مثل كوتلي، باغ، ومظفر أباد.


باكستان تتوعد بالرد والهند ترفع حالة التأهب

ردًّا على الهجمات، وصف المسؤولون الباكستانيون العملية بأنها “عدوان سافر”، وأكد وزير الدفاع خواجة آصف أن بلاده “سترد بالشكل المناسب”. وأعلن المتحدث العسكري الباكستاني عن إسقاط طائرتين هنديتين، فيما رفعت مصادر إعلامية العدد إلى خمس طائرات، بينها مقاتلات من طراز “رافال”.

رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أكد أن بلاده “لن تسكت على العدوان”، بينما أشار الجيش الهندي إلى أن القوات الباكستانية ردّت بإطلاق قذائف مدفعية عبر خط السيطرة، مؤكدًا أن الرد الهندي مستمر “بطريقة معايرة”.


مخاوف دولية من تفجر صراع نووي

أثار التصعيد العسكري المخاوف من دخول الهند وباكستان في دوامة صراع نووي، خاصةً مع امتلاك الدولتين ترسانة نووية ضخمة.


الأمم المتحدة دعت إلى “أقصى درجات ضبط النفس”، بينما طالبت واشنطن ولندن بتهدئة عاجلة، محذرة من الانزلاق نحو مواجهة لا يمكن السيطرة عليها.

وأعربت الصين عن دعمها الكامل لإسلام أباد، واصفة العلاقة بأنها “صلبة كالحديد”، فيما شددت نيودلهي على أن “باكستان يجب أن تدفع الثمن”، مؤكدة استمرار العمليات إذا لزم الأمر.


هل نشهد مواجهة كبرى في جنوب آسيا؟

يرى محللون أن ما يجري قد يشكل أخطر مواجهة عسكرية بين البلدين منذ حرب 1971، خصوصًا أن الضربات الهندية طالت العمق الباكستاني، وليس فقط المناطق الحدودية أو كشمير المتنازع عليها.

وبحسب تقييمات أمنية، فإن التصعيد الحالي يتجاوز “رسائل الضغط”، ليصل إلى عتبة الانفجار المفتوح، وسط مخاوف من سوء تقدير قد يؤدي إلى حرب نووية كارثية تهدد استقرار المنطقة والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى