الدوالي الوريدية قد ترفع خطر الخرف بنسبة 13.9%… علاقة مثيرة تستدعي الانتباه
تحليل طويل الأمد يكشف رابطًا غير متوقع بين صحة الأوردة ووظائف الدماغ
في نتائج طبية غير مسبوقة، كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة PLOS One عن وجود علاقة محتملة بين الإصابة بالدوالي الوريدية وزيادة خطر الإصابة بالخرف، بعد تحليل بيانات طبية ضخمة لأكثر من 400 ألف شخص من المشمولين بنظام التأمين الصحي الكوري الجنوبي، على مدى أكثر من 13 عامًا.
الدوالي الوريدية: أكثر من مجرد مشكلة تجميلية
تُعرف الدوالي الوريدية بأنها أوردة متضخمة ومتعرجة تظهر غالبًا في الساقين، وتُعد مؤشرًا على ضعف في الدورة الدموية الوريدية. وبينما كان يُنظر إليها سابقًا كمشكلة محدودة التأثير على المظهر والراحة الجسدية، تسلط الدراسة الجديدة الضوء على أبعادها الخفية المحتملة على الصحة العقلية، وخاصة عند التقدم في العمر.
زيادة خطر الخرف بمختلف أنواعه… ولكن ليس ألزهايمر
أظهرت الدراسة أن المصابين بالدوالي كانوا أكثر عرضة بنسبة 13.9% للإصابة بالخرف بجميع أنواعه، لكن لم تُسجل علاقة واضحة بين الإصابة بالدوالي وخطر الإصابة بألزهايمر أو الخرف الوعائي عند فحص البيانات الدقيقة.
وتم رصد ارتفاع المخاطر بشكل خاص بين الرجال المدخنين ومستهلكي الكحول بانتظام، ما يشير إلى تفاعل معقد بين نمط الحياة والحالة الوريدية.
هل يساعد علاج الدوالي في تقليل الخطر؟
من النتائج اللافتة أن علاج الدوالي لم يظهر تأثيرًا كبيرًا على تقليل خطر الخرف بشكل عام، لكنه ارتبط بانخفاض ملحوظ في حالات الخرف الوعائي، ما يفتح بابًا مهمًا أمام إمكانية الوقاية الجزئية عبر التدخلات العلاجية المبكرة.
الدراسة تحت المجهر: قيود وتحذيرات
رغم أهمية النتائج، تشير الدراسة إلى عدد من القيود:
- عدم إمكانية إثبات علاقة سببية مباشرة بسبب طبيعتها الرصدية
- غياب تقييم دقيق لشدة الدوالي
- التركيز على المشاركين فوق سن الأربعين فقط
- إغفال بعض العوامل المؤثرة مثل الوراثة ونمط الحياة بين المدن والقرى
نحو فهم أعمق لصحة الدماغ… عبر أوردة الساقين
تفتح هذه الدراسة بابًا جديدًا لفهم الصلة بين صحة الجهاز الوريدي وصحة الدماغ، وتؤكد على أهمية اتباع نهج طبي شامل يراعي الدورة الدموية كجزء من الرعاية الصحية العقلية، خاصة مع تقدم العمر.
ويأمل الباحثون أن تكون هذه النتائج نقطة انطلاق لأبحاث أعمق تدرس الآليات البيولوجية التي تربط بين الدوالي الوريدية والخرف، في سعي لفهم أوسع لعوامل خطر هذا المرض المعقد والمتعدد الأوجه.
