سياسة دولية

المرضى في غزة يواجهون الجوع داخل المستشفيات.. الحصار الإسرائيلي يدفع النظام الصحي إلى حافة الانهيار

مأساة إنسانية في قلب غزة

في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ مارس الماضي، باتت المستشفيات تواجه أزمة غذائية غير مسبوقة تهدد حياة المرضى، خصوصًا أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو يتعافون من العمليات. فقد أصبح توفير وجبة واحدة يوميًا تحديًا كبيرًا، بينما تكافح العائلات لتأمين الطعام لأبنائها داخل المستشفيات، وسط نقص حاد في المواد الغذائية وارتفاع جنوني في الأسعار.


نقص غذائي حاد داخل المستشفيات

في إحدى مشاهد المأساة اليومية، تحاول أم فلسطينية تدعى أسماء فايز تحضير وجبة بسيطة من الكوسا والأرز لابنها المريض، بعد أن كانت الوجبات المعلبة مثل الفاصوليا والتونة هي الخيارات الوحيدة المتاحة. هذه القصة ليست حالة فردية، بل واقع يومي يعيشه آلاف المرضى داخل مستشفيات غزة، في ظل غياب الدعم الغذائي والإمدادات الأساسية.

ويقول الأطباء إن المرضى بدأوا يفقدون الوزن بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، ويؤكد الدكتور خالد السر، الجراح في مستشفى ناصر، أن المكملات الغذائية الأساسية لمرضى العناية المركزة لم تعد متوفرة، مما يزيد من خطورة الحالة الصحية للعديد من المرضى.


الأطفال والنساء الحوامل في دائرة الخطر

تتصاعد حالات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل في القطاع، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 16 ألف امرأة حامل وأم جديدة معرضات لخطر سوء التغذية الحاد هذا العام. وقد أصبح الوضع الغذائي في غزة كارثيًا، مع إغلاق المخابز، توقف المطابخ الخيرية، وندرة الخضروات في الأسواق.


انهيار الأمن الغذائي وارتفاع الأسعار

توقفت مؤسسات الإغاثة عن توزيع المواد الغذائية بسبب القيود، ما دفع الأهالي للاعتماد على الأسواق التي تعاني من نقص شديد في السلع، خصوصًا الخضراوات واللحوم. ارتفاع الأسعار أضاف عبئًا ماليًا هائلًا على الأسر، وأصبح تأمين وجبة واحدة يوميًا أمرًا شبه مستحيل. وتُظهر قصة الطفل علي الدباري، الذي نُقل إلى المستشفى بسبب انسداد في الأمعاء، مدى تأثير سوء التغذية على صحة الأطفال.


منظمات حقوق الإنسان تحذر: مخطط تجويع ممنهج

تصاعدت التحذيرات من منظمات حقوق الإنسان بشأن سياسات الحصار المفروضة على غزة، ووصفتها بأنها “مخطط تجويع ممنهج”، يُعد بمثابة جريمة حرب بموجب القوانين الدولية. وتخشى هذه المنظمات من أن يؤدي فرض السيطرة على توزيع المساعدات إلى تفاقم الأزمة، خصوصًا إذا تم تقييد الفئات المؤهلة للحصول عليها.


دعوات دولية لإنهاء الحصار وإنقاذ الأرواح

مع تفاقم الأزمة الصحية والغذائية، يتزايد الضغط على المجتمع الدولي للتحرك، حيث تطالب مؤسسات الإغاثة والأمم المتحدة بضرورة فتح المعابر وتسهيل دخول الإمدادات الغذائية والطبية. فالوضع الإنساني في غزة لم يعد يحتمل التأجيل أو التسييس، والأولوية الآن هي إنقاذ الأرواح ورفع المعاناة عن آلاف المدنيين الأبرياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى