طفرة جينية نادرة تمكّن بعض البشر من النوم 4 ساعات فقط دون ضرر.. هل تحتاج فعلًا إلى 8 ساعات نوم؟

في كشف علمي لافت قد يُغيّر نظرتنا لعدد ساعات النوم المثالية، اكتشف باحثون في الصين طفرة جينية نادرة في “جين SIK3” تمنح بعض الأشخاص قدرة استثنائية على الشعور بالراحة والنشاط بعد أربع ساعات فقط من النوم، في الوقت الذي يحتاج فيه أغلب البشر إلى نحو ثماني ساعات.

طفرة جينية تغير قواعد النوم

قاد فريق من الأكاديمية الصينية للعلوم دراسة موسعة اكتشفوا خلالها طفرة لدى أحد الأشخاص ينام نحو 6.3 ساعات يوميًا فقط، دون أن يُظهر أي علامات إرهاق أو تراجع في الأداء البدني أو العقلي، مما يشير إلى أن الجينات قد تكون المفتاح لفهم احتياج الجسم للنوم.

الطفرة الخامسة المرتبطة بالنوم القصير

وتُعد هذه الطفرة الجينية الخامسة التي يتم ربطها بظاهرة “النوم القصير الطبيعي“، حيث وجد الباحثون أن الفئران المعدّلة وراثيًا بنفس الطفرة نامت لفترات أقل كذلك، مما يُعزز فرضية أن النوم قد لا يكون “كمًّا” بقدر ما هو “كيف”.

إشارات دماغية تنظم النوم بدقة

وأظهرت تحليلات نشاط الدماغ أن البروتين الناتج عن الجين المتحوّر يعمل في المشابك العصبية ويرسل إشارات كيميائية تؤثر في تنظيم دورات النوم والاستيقاظ، ما يُشير إلى أن النوم لا يتعلق فقط بعدد الساعات، بل بفعالية العمليات الحيوية خلاله.

ما الذي يفعله الدماغ أثناء النوم؟

تكشف الدراسة أن الدماغ يستغل النوم في تعزيز المناعة، وتحسين الذاكرة، وتنظيم العواطف. وبفضل الطفرات الجينية، يبدو أن بعض الأشخاص يستطيعون إنجاز هذه العمليات في وقت أقصر بكثير من غيرهم.

هل يمكن تحسين جودة النوم علاجيًا؟

يأمل الباحثون أن يفتح هذا الاكتشاف الطريق أمام تطوير استراتيجيات علاجية لتحسين كفاءة النوم، خاصة لأولئك الذين يعانون من اضطرابات نوم مزمنة أو أوقات نوم غير كافية.