الرجال يموتون أكثر من النساء بمتلازمة “القلب المكسور” رغم أنها تصيب النساء أكثر

كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة جمعية القلب الأمريكية أن الرجال أكثر عرضة للوفاة بمرتين تقريبًا بسبب متلازمة القلب المكسور، رغم أن النساء هنّ الأكثر إصابة بها.
ويأتي هذا الاكتشاف ليسلط الضوء على الفروقات الجندرية في التفاعل مع الصدمات العاطفية والجسدية، ويطرح تساؤلات جديدة حول طرق الوقاية والتشخيص المبكر لهذه الحالة القلبية المفاجئة والخطيرة.
بعد الصدمة العاطفية.. من الأكثر عرضة للخطر؟
تُعرف متلازمة القلب المكسور طبيًا باسم “اعتلال تاكوتسوبو القلبي”، وهي حالة تصيب عضلة القلب نتيجة التوتر الشديد أو الصدمات العاطفية مثل فقدان شخص عزيز، الانفصال، أو حتى التعرض لحادث مفاجئ.
ورغم أن هذه الحالة تُسجَّل بنسبة أعلى بين النساء، إلا أن الدراسة أظهرت أن معدلات الوفاة بين الرجال تصل إلى 11%، مقارنة بـ5% فقط بين النساء، ما يعني أن الرجال يموتون أكثر رغم إصابة النساء بشكل أكبر.
لماذا النساء يعانين أكثر والرجال يموتون أكثر؟
بحسب أطباء القلب، فإن النساء عادةً ما يُصبن بهذه المتلازمة بسبب التجارب العاطفية القوية، بينما يُصاب الرجال بها في الغالب بسبب الإجهاد البدني الحاد، كالإصابة بسكتة دماغية، أو بعد العمليات الجراحية المعقدة.
هذا التفاوت في الأسباب قد يفسّر الفروقات في النتائج، إذ إن الحالات لدى الرجال غالبًا ما تكون أكثر حدة، وقد تُهمل أعراضها أو تُشخّص متأخرًا.
اعتلال عضلة القلب: أعراض صامتة وخطر مفاجئ
تتمثل أعراض متلازمة القلب المكسور في ألم مفاجئ في الصدر، ضيق في التنفس، واضطراب في نظم القلب. وهي تشبه في كثير من الأحيان أعراض النوبات القلبية، لكنها تختلف في السبب وآلية التأثير على القلب.
وتسبب هذه المتلازمة ضعفًا في ضخ الدم ونتوءات في البطين الأيسر، ما يؤثر بشكل حاد على وظيفة القلب. ورغم أن كثيرًا من الحالات يمكن أن تُشفى مع الراحة والدعم النفسي والعلاج الدوائي، فإنها قد تكون مميتة في بعض الحالات، خاصة لدى الرجال.
التوعية والتشخيص المبكر.. خطوات قد تنقذ الحياة
تشير الدراسة إلى أهمية التشخيص المبكر والتفريق بين هذه المتلازمة والنوبات القلبية التقليدية. كما تبرز أهمية دور التوعية في تمكين الأطباء من رصد الحالات عند الرجال بشكل أدق، والتعامل معها بفعالية.
وتؤكد الأبحاث أن الصحة النفسية تلعب دورًا محوريًا في أمراض القلب، ما يجعل من الضروري ربط برامج الرعاية القلبية بالدعم النفسي والاجتماعي، خصوصًا في البيئات التي تزداد فيها عوامل الضغط العاطفي والجسدي.