بعد حصار دام 3 أشهر.. دخول أول شاحنات مساعدات إلى غزة يبعث أملاً هشًّا في وجه المجاعة

دخلت أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد نحو ثلاثة أشهر من الحصار الإسرائيلي الشامل الذي شلّ حركة دخول الغذاء والدواء، لتبعث هذه الخطوة بصيص أمل محدود في نفوس سكان يعانون من كارثة إنسانية متفاقمة.
المساعدات اقتصرت على خمس شاحنات محملة بأغذية أطفال وإمدادات إنسانية عبر معبر كرم أبو سالم، بعد ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل، خصوصاً من الولايات المتحدة.
الأمم المتحدة: المساعدات قطرة في محيط
رئيس الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة توم فليتشر وصف دخول الشاحنات بـ”الخطوة الإيجابية”، لكنه شدد على أنها لا تفي بحجم الاحتياجات الكارثية، خصوصًا في ظل تحذيرات صدرت الأسبوع الماضي من خبراء الأمن الغذائي بشأن مجاعة وشيكة في غزة.
أربع شاحنات إضافية تابعة للأمم المتحدة سُمح لها بالدخول، إلا أن المخاوف من نهبها أو سرقتها في ظل الفوضى المنتشرة تظل قائمة، في وقت كانت فيه غزة تتلقى 600 شاحنة مساعدات يوميًا خلال وقف إطلاق النار الذي انتهى في مارس الماضي.
ضغوط غربية.. وتحذيرات من عقوبات
كشفت مصادر مطلعة أن بنيامين نتنياهو وافق على إدخال “الحد الأدنى” من المساعدات فقط بعد تحذيرات من حلفائه الدوليين، مفادها أنهم لن يستطيعوا دعم حملته العسكرية إذا استمرت صور الجوع من غزة في الظهور.
المملكة المتحدة وفرنسا وكندا أصدرت بيانًا مشتركًا وصفت فيه المساعدات بأنها “غير كافية إطلاقًا”، مهددة بـإجراءات ملموسة تشمل فرض عقوبات في حال استمرت إسرائيل في سياستها تجاه غزة والضفة الغربية.
استمرار القصف.. ونزوح جماعي
ورغم دخول المساعدات المحدودة، أطلقت إسرائيل موجة جديدة من الهجمات الجوية والبرية، وطالبت بإخلاء مدينة خان يونس التي تعرضت لدمار كبير في العمليات السابقة.
تقول إسرائيل إنها تضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن، بينما تشترط الحركة وقفًا دائمًا لإطلاق النار وانسحابًا كاملاً.
خطط إسرائيلية مثيرة للجدل
في خطاب مصور، قال نتنياهو إن الدول الحليفة أخبرته أن صور الجوع لم تعد محتملة. وفي محاولة لطمأنة المتشددين في حكومته، أوضح أن إدخال المساعدات سيكون ضمن الحد الأدنى، على أن تُدار عبر جهة مدعومة من الولايات المتحدة وتؤمّنها قوات إسرائيلية لمنع وصولها لحماس.
لكن وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة رفضت هذه الخطة، مؤكدين أن المساعدات يجب أن توزع وفق المبادئ الإنسانية، دون تسييس أو استخدام كأداة ضغط.
انتقادات دولية لتوسيع المستوطنات والتصعيد العسكري
أعربت فرنسا وكندا والمملكة المتحدة عن رفضها لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، ووصفتها بأنها “غير قانونية”. كما نددت بما وصفته بـ”التصعيد العسكري غير المتناسب” في غزة، رغم تأكيدها على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.
وزراء خارجية 21 دولة، من بينها ألمانيا وإيطاليا واليابان، دعوا إسرائيل إلى إعادة فتح المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون قيود عبر الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.
هل تُنقذ الضغوط الدولية غزة من المجاعة؟
تسببت الحرب في نزوح نحو 90% من سكان غزة، مع تكرار نزوح آلاف العائلات مرات عدة. السؤال الذي يبقى مفتوحًا: هل تكفي الضغوط الدولية المتزايدة لفتح ممرات آمنة وكافية للمساعدات؟ أم أن الأزمة ستتفاقم وسط تجاهل متعمد وحصار إنساني غير مسبوق؟