الدولار الأمريكي ينهار لأدنى مستوى منذ 2023 وسط تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية

واصل الدولار الأمريكي تراجعه الحاد، مسجلاً أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2023، في أعقاب تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على الاتحاد الأوروبي. هذا التوجه المفاجئ في السياسة التجارية الأميركية أثار حالة من القلق الشديد في الأسواق المالية العالمية، مما انعكس مباشرة على مؤشر بلومبرغ للدولار الذي انخفض بنسبة 0.6%.

ومنذ بداية العام، فقد الدولار أكثر من 7% من قيمته، في ظل تصاعد المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي، والضبابية السياسية والمالية المرتبطة بالحملات الانتخابية والمواقف الاقتصادية المتشددة لترمب.

الدولار يفقد مكانته كملاذ آمن

لم يعد الدولار الأمريكي يمثل الملاذ الآمن للمستثمرين كما كان في السابق. فمع تصاعد المخاوف من ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة، يتجه المستثمرون نحو عملات أكثر استقراراً مثل الين الياباني والفرنك السويسري، فضلاً عن تعافي اليورو في ظل استقرار نسبي في أسواق الاتحاد الأوروبي.

وقد عزز هذا التوجّه المخاوف من أن الدولار دخل فعلياً في مرحلة ضعف طويلة الأمد، وفقاً لتحليلات بنك “جيه بي مورجان”، الذي رجّح استمرار هذا التراجع لسنوات، بسبب تراجع شهية المستثمرين العالميين على الأصول الأمريكية.

تهديدات ترمب لأبل تزيد الطين بلة

في تطور موازٍ، هدّد ترمب شركة “أبل” بفرض ضريبة 25% على منتجاتها، ما لم تنقل عمليات تصنيع أجهزة “آيفون” إلى داخل الولايات المتحدة. هذا التصريح العنيف تسبب في تراجع أسهم أبل، وزاد من حالة القلق في الأسواق التقنية والتجارية، التي باتت ترى أن السياسة الاقتصادية المقبلة قد تكون أكثر عدوانية وانغلاقاً.

مستقبل قاتم للدولار في ظل التوترات التجارية

يشير المحللون إلى أن هذه التصريحات تمثل عودة لنهج “الحرب التجارية” الذي اتبعه ترمب في ولايته الأولى، ما قد يؤدي إلى تقويض الثقة في الاقتصاد الأمريكي، وتراجع القدرة على تمرير سياسات مالية فعالة من قبل الإدارة الحالية أو المستقبلية.

كما أن تزايد التوترات التجارية والسياسية قد يدفع مزيداً من المستثمرين والمؤسسات العالمية إلى تنويع احتياطياتهم والبحث عن بدائل أكثر استقراراً من الدولار.