قرية زُبالا في الحدود الشمالية.. ذاكرة التاريخ على طريق درب زبيدة

تحتفظ قرية زُبالا الأثرية، الواقعة جنوب محافظة رفحاء في منطقة الحدود الشمالية، بمكانة تاريخية بارزة بين محطات طريق الحجاج والتجار القادمين من العراق والشام، عبر درب زبيدة، أحد أعظم طرق القوافل الإسلامية، لتشكل معلمًا تاريخيًا يعكس عبقرية الإنسان القديم في العمارة والموارد المائية.

إرث حضاري عريق على طريق القوافل

منذ قرون، مثّلت زُبالا نقطة عبور مركزية ضمن درب زبيدة، واشتهرت بسوقها وموردها المائي الذي كان يستقبل قوافل الحجاج والتجار. هذا الموقع الاستراتيجي أكسبها أهمية اقتصادية واجتماعية في قلب الجزيرة العربية.

بئر زُبالا.. معجزة هندسية في صخر الصحراء

واحد من أبرز معالم القرية هو بئر زُبالا التاريخي، والذي يعد من أعمق الآبار المحفورة يدويًا، بعمق يصل إلى 250 مترًا، وفوهة مربعة الشكل بمساحة 10×10 أمتار. حُفِر بدقة نادرة تعكس براعة الهندسة القديمة، ويحتوي على سلم ومرافق للاستراحة.

برك وقصور.. ملامح مدنية متطورة

تحيط بالقرية برك مائية كانت تستخدم لتجميع مياه الأمطار، إلى جانب قصور تاريخية وحصن زُبالا في الجهة الشرقية، الذي يشكل اليوم نقطة جذب سياحي للزوار والمهتمين بالتراث.

زُبالا في الشعر والتاريخ الإسلامي

لم تغب زُبالا عن الذاكرة الأدبية والتاريخية، فقد وردت في شعر الأخطل وكتب الجغرافيين والمؤرخين مثل الحموي، ابن حوقل، حمد الجاسر، وسعد الراشد، ما يكرّس موقعها في الذاكرة الثقافية السعودية.

زُبالا اليوم.. كنز أثري ينتظر التوثيق والتطوير

في ظل اهتمام المملكة بالمواقع التراثية ضمن رؤية السعودية 2030، تُعد زُبالا نموذجًا للمواقع التي يمكن استثمارها سياحيًا وثقافيًا، لما تحمله من عراقة حضارية وبنية أثرية قادرة على جذب الباحثين والمهتمين والسياح من داخل المملكة وخارجها.