النشاط الشمسي اليوم 1 يونيو 2025: مرصد إماراتي يوثق انفجارًا نادرًا

في خطوة رائدة بمجال الرصد الفلكي، وثّق مرصد الختم الفلكي التابع لمركز الفلك الدولي في أبو ظبي، ظهر اليوم الأحد 1 يونيو 2025، صورة عالية الدقة للنشاط الشمسي بالتزامن مع موجة من الانفجارات الشمسية النشطة، وذلك باستخدام تلسكوب شمسي متطور يعتمد على نظام “هيدروجين ألفا”.

وقد رصدت الصورة بوضوح البقع الشمسية كنقاط سوداء داكنة على سطح الشمس، في حين ظهرت أيضًا الأشرطة الشمسية الداكنة وظاهرة الأشواك الشمسية الصغيرة (Spicules) على الحواف، لتقدم الصورة مشهدًا علميًا نادرًا للطبقة اللونية (Chromosphere) من الشمس، والتي يصعب رصدها بالعين المجردة أو التلسكوبات التقليدية.

عاصفة مغناطيسية أرضية من المستوى G3 تضرب الأرض صباحًا

وصرّح المهندس محمد عودة، مدير مركز الفلك الدولي وعضو فريق الرصد، في حديث خاص لـ”سبق”، أن هذه الصورة ترافقت مع عاصفة مغناطيسية أرضية قوية بلغت المستوى G3، وذلك عند الساعة 07:21 صباحًا بتوقيت غرينتش، نتيجة وصول انبعاثات إكليلية (CME) انطلقت من الشمس بتاريخ 31 مايو الساعة 00:15 صباحًا.

وقد جاءت هذه الانبعاثات بعد توهّج شمسي متوسط القوة من الفئة M8.1، نشأ عن مجموعة البقع الشمسية النشطة رقم AR4100، والتي ظهرت على يسار الصورة كبقع وخطوط داكنة، دلالة على نشاط شمسي مكثّف في تلك المنطقة.

الأهمية العلمية للرصد عبر “الطبقة اللونية” من الشمس

أكد “عودة” أن ما تم توثيقه هو الطبقة اللونية (Chromosphere)، الواقعة فوق الطبقة الضوئية (Photosphere)، والتي تمثل غالبًا ما يُرصد في الصور الشمسية التقليدية. ويعد هذا الرصد عالي الدقة خطوة مهمة في تحليل وفهم النشاطات الشمسية المتقدمة، خاصة في ظل تزايد التوهجات الشمسية والانبعاثات الإكليلية خلال الدورة الشمسية الحالية.

هل تمثل هذه الانفجارات تهديدًا للأرض؟

رغم أن العواصف المغناطيسية من هذا النوع قد تؤثر على شبكات الكهرباء، وأقمار الاتصالات، وأنظمة الملاحة الجوية، فإن المستوى G3 يُعد متوسطًا ولا يشكل خطرًا مباشرًا كبيرًا على الحياة اليومية. إلا أن استمرار النشاط الشمسي المرتفع قد يؤدي إلى ظهور الشفق القطبي في مناطق غير معتادة، ويثير اهتمام المجتمع العلمي لمتابعة الظاهرة.