سياسة دولية

روسيا على أعتاب مليون ضحية في أوكرانيا: حرب استنزاف تدفع الثمن الأغلى

روسيا

تكشف دراسة حديثة صادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أرقامًا صادمة حول الخسائر البشرية في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث خسرت روسيا ما يقارب 950 ألف جندي بين قتيل وجريح منذ بدء الغزو الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، مع توقعات بأن يتجاوز هذا الرقم المليون خلال صيف 2025.

ووفق الدراسة، فإن ما لا يقل عن 250 ألف جندي روسي لقوا حتفهم، في حرب وُصفت بأنها الأكثر دموية في التاريخ الروسي الحديث منذ الحرب العالمية الثانية، بينما قُدرت خسائر أوكرانيا بنحو 400 ألف ضحية، بينهم ما يصل إلى 100 ألف قتيل، بحسب تقارير استخبارات غربية.


تكتيك “طاحونة اللحم”.. نزيف بشري دون اختراق ميداني

تحولت الحرب إلى نزاع استنزاف بعد فشل الهجوم الخاطف الذي خططت له موسكو في بدايتها، حيث تبنت القوات الروسية استراتيجية الهجمات الكثيفة والمتكررة باستخدام أعداد هائلة من الجنود، بهدف إحراز تقدم محدود، وهو ما أُطلق عليه اسم “طاحونة اللحم”.

ورغم حجم التضحيات، لم تحقق روسيا سوى مكاسب ميدانية طفيفة، حيث لم تزد نسبة الأراضي المسيطر عليها منذ يناير 2024 عن 1% إضافي فقط، ليبقى مجموع ما تسيطر عليه موسكو حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، تشمل شبه جزيرة القرم.


تجنيد السجناء والكوريين الشماليين لتعويض الخسائر

في ظل النزيف البشري الكبير، اتجه الكرملين إلى تجنيد السجناء واستقدام أكثر من 10 آلاف مقاتل من كوريا الشمالية، مع تجنب إرسال أبناء الطبقة الثرية والنخب في موسكو وسانت بطرسبرغ إلى جبهات القتال. وركزت حملات التجنيد على المناطق الفقيرة والنائية، حيث تُعتبر الحوافز المالية المقدمة بمثابة ثروة.


المساعدات الأمريكية.. ورقة أوكرانيا الأخيرة؟

رغم أن روسيا تحتفظ حاليًا بـ”زمام المبادرة” ميدانيًا، إلا أن طبيعة حرب الاستنزاف تحد من قدرتها على تحقيق تقدم حاسم. وتشير الدراسة إلى أن استمرار الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا هو العامل الحاسم في استمرار المقاومة، وسط تساؤلات حول مستقبل هذا الدعم في ظل التغيرات السياسية في واشنطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى