منوعات

دراسة أمريكية: “إثارة الأعراض” تفتح آفاقًا جديدة لفعالية علاج التحفيز المغناطيسي لعلاج الإدمان والاضطرابات النفسية

أثبتت دراسة طبية أمريكية حديثة فعالية استراتيجية جديدة في تحسين نتائج علاج التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة (rTMS)، عبر ما يُعرف بـ”إثارة الأعراض”، وهي منهجية تعتمد على تنشيط الرغبة أو الهواجس قبل بدء العلاج، مثل تحفيز الرغبة في التدخين لدى المدخنين أو التفاعل مع المخاوف القهرية لدى مرضى الوسواس.

أجريت الدراسة في المركز الطبي لجامعة فاندربيلت، ونُشرت نتائجها في مجلة “جاما للطب النفسي”، وكشفت أن هذه المنهجية قد تضاعف فعالية العلاج مقارنة بالعلاج التقليدي دون تحفيز مسبق للأعراض.


ما المقصود بـ”إثارة الأعراض”؟

تُعرَّف “إثارة الأعراض” بأنها عملية تحفيز متعمدة للأفكار أو السلوكيات المرتبطة بالحالة النفسية التي يُراد علاجها، مباشرة قبل تطبيق التحفيز المغناطيسي.


على سبيل المثال:

  • لدى المدخنين: يُطلب منهم إخراج السيجارة، أو شمها، أو تخيل تدخينها.
  • لمرضى الوسواس القهري: يُطلب منهم لمس أشياء يرونها ملوثة، كصندوق قمامة أو حذاء.

بحسب الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة هيذر بوريل وارد، فإن هذه الخطوة تحفّز الدوائر الدماغية المرتبطة بالعرض، مما يرفع استجابة الدماغ للعلاج المغناطيسي.


كيف يعمل التحفيز المغناطيسي المتكرر rTMS؟

التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة هو تقنية علاجية حديثة غير جراحية تعتمد على إرسال نبضات مغناطيسية إلى مناطق محددة في الدماغ، تهدف إلى تنشيط المناطق المسؤولة عن المزاج، السلوك، أو الإدمان.

يُستخدم هذا العلاج في حالات مثل:

  • الاكتئاب المقاوم للعلاج.
  • اضطراب الوسواس القهري.
  • إدمان النيكوتين.
  • ويتم حاليًا اختبار فعاليته على اضطرابات تعاطي المخدرات.

ما يميز هذا النوع من العلاج هو أنه لا يسبب آثارًا جانبية مثل استدعاء أعراض اكتئابية، مما يجعله خيارًا آمنًا نسبيًا.


نتائج الدراسة: فعالية مضاعفة وتحفيز للاستمرار في البحث

أظهرت نتائج الدراسة أن استخدام إثارة الأعراض قبل جلسات التحفيز المغناطيسي جعل الاستجابة للعلاج أعلى بمرتين مقارنة بمن لم يتعرضوا لهذه الإثارة.


وقد علّقت “وارد” قائلة:


“كان من المفاجئ أن نرى تحفيز الأعراض يعزز فعالية العلاج في كل من إدمان النيكوتين والوسواس القهري، رغم اختلاف آليات كل حالة.”

الدراسة دعت إلى توسيع نطاق الأبحاث لتشمل أنواعًا أخرى من الاضطرابات النفسية، مع التركيز على فهم الحالات التي تحتاج إلى تحفيز دماغي مباشر قبل العلاج، وتلك التي لا تستفيد من هذه الخطوة.


دور مستقبلي مبشّر للعلاج المغناطيسي في الطب النفسي

بحسب المختصين، فإن هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة في العلاج النفسي العصبي، وقد تسهم في تطوير بروتوكولات علاجية مخصصة لكل حالة، تُراعي توقيت التحفيز وأسلوب الإثارة.


كما أن الدمج بين العلاج السلوكي والتقني يعد خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر دقة وفعالية في الطب النفسي، خاصة في علاج الإدمان واضطرابات القلق والوسواس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى