منوعات

السمع آخر ما يفارق الإنسان قبل الموت: دراسة علمية تُعيد الاعتبار للحظة الوداع

السمع

الدماغ يواصل استقبال الأصوات حتى بعد فقدان الوعي

في كشف علمي لافت، أظهرت دراسة حديثة أن السمع هو آخر حاسة تفارق الإنسان قبل وفاته، حتى في حال دخوله في غيبوبة أو فقدانه الكامل للوعي. وقد توصل العلماء إلى هذه النتيجة من خلال تحليل النشاط الكهربائي للدماغ باستخدام تقنية تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، والتي أثبتت أن الدماغ يستجيب للأصوات حتى في المراحل الأخيرة من الحياة.


عائلات المحتضرين مدعوّة للتحدث حتى اللحظة الأخيرة

الدكتورة إليزابيث بلوندون من جامعة “بريتيش كولومبيا”، التي أشرفت على الدراسة، شددت على أهمية التواصل مع المحتضرين، قائلة إن من المنطقي أن يظل أفراد الأسرة إلى جانب أحبائهم ويحدثوهم ويودّعوهم حتى اللحظة الأخيرة، لأن الدماغ يظل قادرًا على التقاط الأصوات، وربما حتى معاني الكلمات.


هل يفهم الإنسان المحتضر ما يُقال له؟

المثير في هذه النتائج أن دماغ الإنسان المحتضر يُظهر استجابة صوتية مماثلة لما يظهره دماغ الإنسان السليم، وهو ما يفتح باب التساؤل حول قدرة الإنسان على إدراك وفهم ما يُقال له في لحظاته الأخيرة. وتشير الدراسة إلى أن الوعي لا ينطفئ فور توقف القلب، بل يستمر لفترة وجيزة تسمح ببقاء بعض الحواس نشطة، وعلى رأسها حاسة السمع.


التوافق مع الموروث الديني: تلقين الشهادتين وقراءة القرآن

هذا الاكتشاف العلمي يتناغم مع التوجيهات الإسلامية المرتبطة بالمحتضرين، حيث ثبت في السنة النبوية الحث على تلقين المحتضر الشهادتين دون إلحاح أو أمر مباشر، وإنما بنطقهما أمامه، كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» رواه مسلم.


كما يُستحب أيضًا قراءة ما تيسر من القرآن الكريم للمريض في ساعاته الأخيرة، وهو ما يعزز من قيمة هذا الاكتشاف علميًا ودينيًا.


أهمية إنسانية وروحية كبرى

تُبرز هذه النتائج الأهمية العاطفية والروحية للتواصل مع الأحبة في اللحظات الأخيرة من الحياة، وتحث على التواجد الحميم والداعم خلال فترة الاحتضار، لما لذلك من أثر قد لا يُرى ظاهريًا، لكنه قد يترك بصمة على وعي الشخص الراحل في لحظاته الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى