الذهب مقابل لقمة العيش: سكان غزة يواجهون المجاعة ببيع مدخراتهم وسط صمت العالم

تشتد المجاعة في قطاع غزة يوماً بعد يوم، حتى دفعت العائلات لبيع مصاغها الذهبي ومدخراتها القليلة لتوفير الطعام، في مشهد يلخص عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني إنسان تحت الحصار والنار منذ اندلاع الحرب.
أقراط وخواتم… ثمن الخبز والدقيق
تتكرر القصص من شمال غزة إلى جنوبها: أم تبيع قرطها، وشاب يفرّط بذهب والدته، وآخر يبدد مدخرات تعليم أبنائه من أجل خيمة وبعض الطحين. تقول أم علاء: “الجوع خرج عن حدود التصور، وبعت قرطي لإطعام أطفالي بعد أن بلغ سعر كيلو الدقيق 100 شيقل.”
أما فايز عواجة، فاضطر لبيع خاتم زواج والدته قائلاً: “الذكريات لا تطعم أبناءنا”. بينما رمزي المدهون باع ذهب تعليم أولاده مقابل خيمة وبعض المؤونة.
الصاغة: الذهب ينفد… والسيولة النقدية تتلاشى
في تصريح للصائغ محمد أبو الحسن، أكد أن محلات الذهب لم تشهد من قبل هذا النوع من الإقبال على البيع، قائلاً: “الناس تبيع آخر ما تملك، لكن النقد أصبح شبه معدوم، والأوراق المالية متهالكة وغير مقبولة.”
هذا الواقع يعكس الانهيار الاقتصادي الشامل في غزة، حيث لم تعد السلع تُشترى إلا بالذهب أو عبر المقايضة.
الأمم المتحدة: المجاعة ساحة قتل جديدة
حذرت وكالة “الأونروا” من أن المجاعة تحوّلت إلى “ساحة قتل” أخرى في غزة، مشيرة إلى أن آليات توزيع المساعدات الإنسانية لا تفي بالحد الأدنى من الحاجات.
بدوره، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن إدخال المساعدات متوقف تقريباً، مؤكدًا أن الوضع يتجه نحو مجاعة حقيقية إذا لم تُفتح المعابر وتؤمّن طرق آمنة للقوافل الإنسانية.
أصوات من الداخل: العالم يشاهد بصمت
يتساءل سكان غزة: “هل يجب أن نموت جميعاً حتى يتحرك الضمير العالمي؟” فالجوع لا يفرّق بين طفل وشيخ، ولا يرحم من باع ذهب العُرس أو ذكريات أمه.
في غزة، الذهب يُباع بثمن الرغيف… والجوع لا ينتظر مؤتمرات ولا إدانات.