تحت لهيب الشمس.. أطنان من الأغذية تُباع في سوق عشوائية بالدمام أسبوعيًا

في كل صباح جمعة، تتحول إحدى الساحات المكشوفة في المنطقة الصناعية بمدينة الدمام إلى سوق عشوائية مفتوحة تُعرض فيها أطنان من المواد الغذائية والملابس والدواجن الحية، وسط ظروف بيئية غير صحية، حيث تتكدس البضائع تحت أشعة الشمس اللاهبة، في مشهد يثير قلق المختصين والمواطنين على حد سواء.

ورصدت «اليوم» خلال جولة ميدانية مشاهد صادمة لعرض كميات كبيرة من صناديق من الخضراوات والفواكه واللحوم تُعرض مكشوفة دون تبريد أو تغليف، وسط درجات حرارة تتجاوز 48 درجة مئوية، ما يجعلها عرضة سريعة للتلف والتلوث.

وأكد مواطنون أن السوق التي تُقام أسبوعيًا بشكل غير نظامي، تشهد إقبالًا كبيرًا رغم ما تحمله من مخاطر، مشيرين إلى أن غياب الرقابة وتهاون بعض المستهلكين يشجعان على استمرار هذه الممارسة التي لا تلتزم بأدنى معايير الصحة والسلامة.

بضائع فاسدة

وطالب مختصون ومواطنون على حد سواء، بتكثيف الحملات التفتيشية على هذه السوق وإغلاقها بشكل عاجل، مؤكدين أن استمرارها يُعد تجاوزًا خطيرًا للأنظمة وتهديدًا مباشرًا لصحة المجتمع، في وقت تتزايد فيه التحديات المرتبطة بسلامة الغذاء.

وأوضح المواطن عيسى العيد أن غالبية الباعة من العمالة الوافدة، ويمارسون نشاط البيع دون تصاريح رسمية، مستغلين غياب الجهات الرقابية في عطلة نهاية الأسبوع، ما يجعل السوق ملاذًا لتصريف بضائع رديئة أو فاسدة بأسعار منخفضة.

وأعرب المواطن فتحي البنعلي عن استيائه من هذا الوضع، مؤكدا على أن هذه الظاهرة لم تعد مجرد مخالفة نظامية بل أصبحت تشكل خطرًا مباشرًا. لافتا إلى عرض الخضراوات والفواكه واللحوم مكشوفة ومعرضة لأشعة الشمس الحارقة والغبار، إلى جانب الملابس والأحذية المستعملة وأدوات متنوعة، حيث تُفرش جميعها على الأرض أو على قطع قماش بالية في مخالفة صريحة للوائح سلامة الغذاء والتنظيم التجاري.

وأوضح المواطن محسن آل شلي أن الباعة، الذين لا يحملون أي تصاريح نظامية، يتجاهلون بشكل صارخ أبسط قواعد السلامة، مشيراً إلى أن الإقبال الكبير من قبل العمالة على هذه السوق، بسبب أسعارها المنخفضة، يزيد من تفاقم المشكلة الصحية والاجتماعية.

خطر التسسم

من جهته، نبّه أخصائي التغذية رضي منصور إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تسارع فساد المنتجات الغذائية، لا سيما اللحوم والدواجن ومشتقات الألبان، محذرًا من أن بعض الأطعمة قد تبدو سليمة ظاهريًا لكنها تحمل خطرًا بكتيريًا غير مرئي يسبب حالات تسمم حادة.

وأشار إلى أن العرض المكشوف للمواد الغذائية في الهواء الطلق، وغياب سلاسل التبريد، يتسبب في فقدان المنتجات لقيمتها الغذائية وتحولها إلى مصدر خطر صحي، خاصة عند تعرضها لأشعة الشمس والغبار لساعات طويلة.

يذكر ان بلدية الدمام، وبالتعاون مع الضبط الإداري بشرطة المنطقة الشرقية، تقوم بشكل مستمر بحملات ميدانية لمنع الباعة المخالفين ومنع الافتراش على الطرقات والأرصفة، تهدف إلى ضبط الباعة المتجولين المخالفين، والتي تأتي ضمن الحملات المكثفة والمستمرة التي تقوم بها البلدية، للحد من هذه الظاهرة.