تحطم مأساوي لطائرة بوينج 787 دريملاينر في الهند: أول حادث قاتل للطراز الأحدث منذ 2011 يثير تساؤلات وثقة الخبراء باقية

حادث غير مسبوق لطراز بوينج 787 يخلّف أكثر من 240 ضحية
في فاجعة جوية هزت المجتمع الدولي، تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية من طراز بوينج 787-8 دريملاينر أثناء رحلتها من أحمد آباد إلى غاتويك في لندن، مما أسفر عن وفاة أكثر من 240 شخصًا، بينهم طيّاران و10 من أفراد الطاقم، إضافة إلى ركاب من جنسيات متعددة.
وقع الحادث عند الساعة 1:38 ظهرًا بالتوقيت المحلي، بعد أقل من خمس دقائق على إقلاع الطائرة، وفقدان الاتصال بها على ارتفاع 625 قدمًا (نحو 200 متر)، لتتحطم في منطقة سكنية قريبة من كلية طب، مسببة انفجارًا هائلًا بسبب أكثر من 60 طنًا من الوقود على متنها.
خبير طيران سعودي يعلّق: الحادث الأول من نوعه لهذا الطراز
أكد الكابتن عبدالله بن صالح الغامدي، الطيار المدني المعروف، في مقطع فيديو عبر حسابه على منصة “إكس”، أن هذا الحادث يُعد الأول من نوعه للطائرة بوينج 787 منذ دخولها الخدمة عام 2011. وأضاف:
“البوينج 787 تُعد من أفضل ما أنتجته بوينج من حيث التقنية والأداء، وتحظى بثقة كبيرة في قطاع الطيران المدني.”
وأشار الغامدي إلى أن نسبة السلامة في مجال الطيران المدني تُعد من الأعلى عالميًا، وأن مثل هذه الحوادث نادرة للغاية، مؤكدًا أن التحليل النهائي لأي حادث طيران يجب أن يصدر فقط عن الجهات المختصة، وشركة التصنيع، والمشغل الرسمي للطائرة.
تفاصيل دقيقة تكشف سيناريو كارثيًا لفقدان المحركات
بحسب ما ذكره الغامدي، فإن الطائرة كانت في بداية إقلاعها بسرعة تقارب 300 كيلومتر في الساعة (173 عقدة)، قبل أن تفقد الدفع في كلا المحركين بشكل مفاجئ، وهو ما وصفه بـ”أمر نادر للغاية”.
وأوضح أن الطيار لم يكن يمتلك الارتفاع الكافي أو السرعة اللازمة للمناورة أو العودة للمطار، ما أدى إلى السقوط السريع. كما أشار إلى أن الطيار حاول إرسال نداء استغاثة، لكن الوقت لم يسعفه لاتخاذ أي إجراءات فعالة قبل التحطم.
الطيران لا يزال آمنًا.. ونظام الفحص الصارم حاضر دائمًا
طمأن الغامدي المتابعين، لا سيما من يعانون من فوبيا الطيران، بأن السلامة في هذا القطاع لا تزال عالية جدًا، مؤكدًا أن الطيارين لا يقلعون إلا بعد إتمام قوائم فحص دقيقة، والحصول على الإذن من برج المراقبة.
وأضاف أن الطائرات مزودة بأنظمة متطورة للتعامل مع الطوارئ، منها قذف الوقود في حال الضرورة، خاصة في الرحلات الطويلة مثل تلك المتجهة إلى لندن.
دعوات للضحايا وتحقيقات موسعة جارية
اختتم الغامدي حديثه بالدعاء للضحايا، قائلًا:
“نسأل الله أن يحفظ الجميع في الحل والترحال، وأن يربط على قلوب ذوي الضحايا. الحادث مؤلم ومؤثر، ولكن الطيران لا يزال آمنًا.. وأقدار الله ماضية.”
ولا تزال التحقيقات الرسمية جارية لتحديد السبب الدقيق وراء هذا الحادث المروع، وسط مشاركة من الشركة المشغلة، والمصنّعة “بوينج”، وهيئات الطيران المدني المعنية.