منوعات

يوم الأب في العالم العربي: لماذا ما زال غائباً عن المشهد الرسمي والثقافي؟

في مجتمعنا العربي الذي يعتز بالعائلة ويُقدّر الروابط العائلية والتقاليد، يُفترض أن يحظى يوم الأب بنفس القدر من الاحتفاء الذي يناله يوم الأم. إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك. فبينما أصبح يوم الأم مناسبة وطنية واجتماعية مُعترف بها تحضر في المدارس ووسائل الإعلام، يمر يوم الأب غالبًا دون أن يُلاحظ أو يُحتفى به بشكل رسمي أو شعبي.

الاحتفاء بيوم الأب عالمياً… والتفاوت العربي

يُحتفل بيوم الأب في الكثير من دول العالم منذ أكثر من قرن، منها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا، كما بدأت بعض الدول العربية مثل الإمارات باعتماده رسميًا (21 يونيو). مع ذلك، لا يزال التفاعل في باقي الدول العربية ضعيفًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى وقوع هذا اليوم خلال الإجازة الصيفية، لكن السبب الأعمق يكمن في الصورة النمطية التقليدية للأب، التي تقلل من ظهوره في الخطاب العام مقارنة بالأم.

الآباء في الواقع الجديد: بين المشاركة والرعاية اليومية

الأبوة اليوم لم تعد مجرد دور تقليدي محدود. الآباء الجدد باتوا أكثر مشاركة في تفاصيل حياة أبنائهم، يتشاركون معهم المسؤوليات ويقدمون الدعم النفسي والمادي. لكن رغم هذا التغير الواضح، لا تعكس وسائل الإعلام والمجتمع هذا الدور بشكل لافت في الاحتفاء بيوم الأب.

استطلاع رأي فلاورد: رغبة الناس في الاحتفاء تتجاوز ضعف الترويج

أجرى موقع “فلاورد” استطلاعًا أظهر أن يوم الأب من بين أبرز المناسبات التي يفكر الناس في تقديم الهدايا خلالها، رغم غياب الترويج الإعلامي له. وهذا دليل واضح على أن الناس مستعدون للاحتفاء، لكنهم بحاجة إلى محفزات ومبادرات تفتح الباب لهذا الاحتفال.

لماذا يجب أن نهتم بيوم الأب؟

للآباء قصص تستحق أن تُروى، عن صمتهم وتضحياتهم اليومية، عن ساعات العمل الطويلة، وعن الرعاية المستمرة دون انتظار الشكر. يوم الأب هو فرصة لإعادة الاعتبار لهذه الجهود، وفتح حوار جديد حول الشراكة في التربية، وحول مفهوم الحب والرعاية الذي يتخذ أشكالاً مختلفة في كل بيت.

مبادرات فلاورد: إعادة الأب إلى الواجهة

تطلق “فلاورد” حملة جديدة لإبراز دور الأب في الدول التي تعمل بها، تشمل محتوى قصصيًا، أفكار هدايا مدروسة، تعاون مع مؤثرين، ومبادرات مجتمعية خاصة بالآباء المسنين والجدد. الحملة تهدف إلى جعل يوم الأب مناسبة ثقافية حقيقية يُحتفى بها بانتظام في المدارس ووسائل الإعلام.

نظرة مستقبلية: نحو ثقافة تقدير متجددة

تطمح فلاورد لأن يتحول يوم الأب إلى مناسبة منتظرة ومُخطط لها، تكسر الجمود التقليدي، وتمنح الأب مكانته الحقيقية في الأسرة والمجتمع. لأن التقدير لا يُمنح فقط لمن يطلبه، بل لمن يستمر في العطاء بلا مقابل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى