سياسة دولية

تحذيرات من كارثة إشعاعية: هل يصبح مفاعل ديمونة شرارة التهديد النووي في الشرق الأوسط؟

ديمونة

حذّر الدكتور مصطفى عزيز، الرئيس السابق لهيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية، من التداعيات الخطيرة لأي قصف محتمل لمفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي، مؤكدًا أن الإشعاع الناتج قد يمتد إلى دول الجوار، وفي مقدمتها مصر، إذا صادف اتجاه الرياح نحوها أثناء القصف.

وفي تصريحات متلفزة، أوضح أن شدة الإشعاع ستكون مرتبطة بشكل مباشر بـطبيعة الضربة العسكرية والموقع المستهدف داخل المفاعل، مشيرًا إلى أن أخطر السيناريوهات يتمثل في قصف مناطق تخزين الوقود النووي، وهو ما قد يؤدي إلى تسرب إشعاعي واسع النطاق يصعب احتواؤه.


استثناء المفاعلات من النزاعات العسكرية

وشدد عزيز على أن المفاعلات النووية يجب أن تُستثنى من ساحات المعارك والصراعات المسلحة، مستشهدًا بعدم استهداف إسرائيل لمفاعل بوشهر الإيراني، رغم هجماتها المتكررة على منشآت نطنز وفوردو.

وأكد أن العديد من الدول تلجأ إلى إغلاق مفاعلاتها بشكل احترازي عند تصاعد التوترات أو اندلاع حروب، لتفادي كارثة شبيهة بما حدث في تشرنوبل، مستبعدًا تكرار هذا السيناريو الكارثي، لكنه لم يستبعد أضرارًا إقليمية فادحة.


دعوات إيرانية لاستهداف ديمونة ترفع مستوى التهديد

يأتي هذا التحذير في وقت تصاعدت فيه التصريحات الإيرانية المطالبة بالرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. فقد دعا أحد أعضاء لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إلى ضرب مفاعل ديمونة بشكل مباشر، بينما اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إسرائيل بأنها تجاوزت الخطوط الحمراء.

وطالب عراقجي بـإدانة دولية فورية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن البرنامج النووي الإسرائيلي غير المعلن يشكل تهديدًا طويل الأمد للأمن الإقليمي.


ديمونة: مفاعل غامض وسط اتهامات قديمة

يُذكر أن مفاعل ديمونة أُنشئ في خمسينيات القرن الماضي بمساعدة فرنسية، ويُعتقد أنه يستخدم لإنتاج البلوتونيوم لصناعة الأسلحة النووية ضمن برنامج سري لم تعلن إسرائيل تفاصيله قط. ويظل هذا المفاعل بؤرة قلق دولي منذ عقود، خاصة مع استمرار التوترات بين إسرائيل ودول إقليمية كإيران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى