الريال الإيراني ينهار أمام الدولار مع تصاعد التوترات: 10% خسارة في أيام

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والضغوط السياسية والعسكرية، شهدت العملة الإيرانية هبوطًا حادًا تجاوز 10% مقابل الدولار الأميركي منذ يوم الجمعة الماضي، لتسجل واحدة من أسوأ فتراتها خلال الأشهر الأخيرة.

انخفاض تاريخي في قيمة الريال الإيراني

بحسب بيانات منصة “mazaneh” المتخصصة في رصد أسعار العملات في السوق الموازية، بلغ سعر صرف الدولار 937 ألف ريال إيراني، مقارنة بمستويات ما قبل التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، ما يُعد تدهورًا قياسيًا في ظرف زمني لا يتجاوز بضعة أيام.

هذا التراجع يعكس حجم القلق الاقتصادي والسياسي الذي يعيشه الداخل الإيراني، في ظل تسارع الأحداث العسكرية والتصريحات المتبادلة بين تل أبيب وطهران.

ضغوط سياسية واقتصادية تعمّق الأزمة

العملة الإيرانية كانت قد أظهرت مؤشرات تعافٍ مؤقت خلال الأشهر الماضية عقب الحديث عن مفاوضات محتملة بين طهران وواشنطن، إلا أن هذا التفاؤل سرعان ما تلاشى مع اشتداد الأزمة الإقليمية وتبادل الهجمات.

ويشير مراقبون إلى أن هذا الانهيار الجديد في سعر الصرف قد يُؤدي إلى:

• موجة تضخم جديدة
• ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية
• تدهور القوة الشرائية للمواطنين
• اضطراب في الأسواق المحلية

الغموض الإقليمي يزيد من المخاوف

الهبوط الأخير للريال يأتي في سياق معقّد إقليميًا، إذ يتزامن مع:

• تصريحات إسرائيلية عدائية، من أبرزها إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السيطرة على سماء طهران.
• إسقاط طائرة أميركية مسيّرة من قبل القوات الإيرانية غرب البلاد.
• تنفيذ أحكام إعدام بحق متهمين بالتجسس لصالح الموساد.
• اتصالات دبلوماسية مكثفة بين طهران وأنقرة، في محاولة لنزع فتيل التصعيد.
• اجتماع استثنائي مرتقب للمجلس الوزاري الخليجي لبحث التصعيد في المنطقة.

تداعيات اقتصادية داخلية متوقعة

مع استمرار هذا الانخفاض في قيمة الريال، تواجه إيران مخاطر اقتصادية حقيقية، تشمل:

• توسع فجوة العجز المالي
• تزايد الضغوط على الواردات
• ارتفاع تكلفة الدعم الحكومي للسلع
• احتقان شعبي محتمل نتيجة الغلاء والتضخم

ويتخوف خبراء اقتصاديون من أن استمرار التدهور قد يجر الاقتصاد الإيراني نحو حلقة أوسع من الانهيار المالي ما لم تُتخذ إجراءات طارئة وعاجلة.