سياسة دولية

ترامب على مفترق حرب: هل تنضم أمريكا إلى إسرائيل ضد إيران؟

في لحظة هي الأشد توترًا في المشهد الدولي، يقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام قرار قد يعيد رسم خارطة الشرق الأوسط، بعد مؤشرات جدية على احتمال انخراط الولايات المتحدة عسكريًا في ضربات إسرائيلية ضد إيران، وسط تحذيرات من أن أي خطأ في الحسابات قد يشعل صراعًا إقليميًا واسع النطاق.


تصعيد غير مسبوق: تهديدات مباشرة وتحركات عسكرية مكثفة

شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا حادًا في اللهجة الأمريكية تجاه إيران، حيث نشر ترامب رسائل مباشرة وصف فيها المرشد الإيراني علي خامنئي بـ”الهدف السهل”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تسيطر بالكامل على الأجواء فوق إيران. كما أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد اجتماع أمني مغلق في البيت الأبيض.

وأكدت مصادر من الإدارة الأمريكية أن ترامب يدرس بشكل جدي دعم إسرائيل عسكريًا في هجماتها التي تستهدف منشآت إيران النووية، وخاصة منشأة “فوردو” شديدة التحصين.


تضارب في النهج: من الدبلوماسية إلى شبح الحرب

التناقض في سياسات ترامب يظهر جليًا، فبعد أن قضى أشهرًا يحاول فرض اتفاق نووي جديد على طهران، ها هو اليوم يُهدد باستخدام القوة العسكرية، مستندًا إلى تراجع نفوذ إيران في المنطقة، بفعل سلسلة من الضربات الإسرائيلية لحلفائها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

ويرى مراقبون أن هذا التحول قد يكون محاولة لكسب نقاط سياسية قبيل الانتخابات، لكنه في ذات الوقت يفتح بابًا خطيرًا لاحتمالات صراع غير محسوب، خاصة إذا فشلت الضربات في تحقيق أهدافها.


حسابات الربح والخسارة: هل ينجح ترامب في “إنهاء المهمة”؟

قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام: “إذا أرادت إسرائيل إنهاء فوردو، فهي تحتاج إلى مساعدة أمريكا”. وأضاف: “ترامب يعرف أن ذلك يخدم مصلحة أمننا القومي مثلما يخدم مصلحة تل أبيب”.


لكن هذا المسار محفوف بالمخاطر؛ فإن لم تسفر العمليات عن تفكيك البرنامج النووي الإيراني، فقد يؤدي ذلك إلى تسريع امتلاك إيران للسلاح النووي، بدلًا من منعه.


أرقام مفزعة ودماء على الأرض

بلغت الخسائر البشرية المعلنة حتى الآن أكثر من 224 قتيلًا في إيران، وفقًا للسلطات هناك، مقابل 24 قتيلًا و600 جريح في إسرائيل نتيجة الهجمات الإيرانية، وسط تحذيرات من الأمم المتحدة وجهات دولية من خروج الأمور عن السيطرة إذا لم تتدخل الدبلوماسية سريعًا.


مستقبل الشرق الأوسط: سيناريوهات مفتوحة

بين تصعيد عسكري محتمل وفرصة نادرة لإعادة التفاوض، يبدو الشرق الأوسط عالقًا بين نار الحرب وسلام مستبعد. كل الأنظار تتجه الآن إلى قرارات البيت الأبيض في الأيام القادمة، التي قد تحدد ليس فقط مصير البرنامج النووي الإيراني، بل مستقبل الاستقرار الإقليمي برمته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى