الكرملين: الحل النووي الإيراني ليس عسكريًا وبكين تدعم الوساطة الروسية

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية واستمرار الضربات الإسرائيلية على مواقع داخل إيران، جدد الكرملين رفضه لأي حل عسكري للأزمة النووية الإيرانية، داعيًا إلى معالجة الأزمة عبر الوسائل الدبلوماسية، وسط تحركات روسية صينية متسارعة لاحتواء التصعيد ومنع انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة.
بوتين وشي: قلق مشترك وتحذير من انتهاكات ميثاق الأمم المتحدة
قال مستشار الكرملين يوري أوشاكوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني شي جين بينغ، ناقش خلالها الطرفان مستجدات الملف الإيراني، وأكدا رفضهما لما وصفاه بـ”الأعمال الإسرائيلية المخالفة لميثاق الأمم المتحدة”.
وأكد الطرفان أن المخاوف الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني يجب أن تُحل من خلال المفاوضات السياسية والدبلوماسية، وليس عبر القصف أو المواجهة العسكرية.
الصين تدعم الوساطة الروسية وتدعو لوقف التصعيد
وخلال الاتصال، أبدى الرئيس الصيني دعم بلاده الكامل لمساعي الوساطة الروسية، معتبرًا أنها تمثل فرصة مهمة لتخفيف حدة التوترات. كما دعا شي جين بينغ جميع الأطراف، خصوصًا إسرائيل، إلى التوقف عن أي أعمال عسكرية قد تؤدي إلى توسيع نطاق النزاع في المنطقة.
ونقلت وكالة “شينخوا” عن الرئيس الصيني قوله إن استمرار العمليات العسكرية يهدد الأمن الإقليمي ويقوض الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
زيارة مرتقبة لبوتين إلى الصين لتعزيز التنسيق السياسي
في سياق متصل، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيقوم بزيارة رسمية إلى الصين نهاية أغسطس المقبل، للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين. ومن المقرر أن يلتقي بوتين بالرئيس شي مجددًا في بكين خلال إحياء الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية في آسيا.
وتُعد هذه الزيارة جزءًا من جهود التنسيق الثنائي بين موسكو وبكين في القضايا الدولية الحساسة، وعلى رأسها الملف النووي الإيراني وتطورات الصراع في الشرق الأوسط.
تحركات دبلوماسية في وجه العسكرة: موقف روسي-صيني موحد
تعكس هذه التطورات موقفًا موحدًا بين روسيا والصين في رفض عسكرة الملف النووي الإيراني، والدعوة إلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار. وتُشكل هذه الرسائل ضغطًا دبلوماسيًا متزايدًا على إسرائيل والولايات المتحدة لإعادة النظر في مسار التصعيد الحالي، والعودة إلى طاولة المفاوضات.