روسيا تحذر إسرائيل من استهداف “بوشهر”.. تصعيد نووي يهدد خبراءها والخليج

في تطور خطير للتصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران، أطلقت روسيا، الخميس، تحذيراً شديد اللهجة طالبت فيه إسرائيل بالتوقف الفوري عن شن أي ضربات جوية قد تستهدف محطة “بوشهر” النووية الواقعة جنوب إيران، محذرة من الخطر الذي قد يهدد حياة الخبراء الروس العاملين داخل المحطة.
وتُعد هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها موسكو تهديداً مباشراً يتعلق بمحطة نووية إيرانية، مما يعكس قلقاً متزايداً من تحوّل الصراع إلى مواجهة نووية ذات أبعاد إقليمية ودولية.
روسيا تُنذر: تدخل عسكري أمريكي سيؤجج الاستقرار العالمي
في ذات السياق، جددت روسيا تحذيرها للولايات المتحدة من التدخل العسكري المباشر في الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، مؤكدة أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تداعيات واسعة النطاق على الاستقرار الدولي، بحسب ما صرحت به الخارجية الروسية.
إسرائيل تعلن رسمياً: قصفنا مواقع نووية في بوشهر وأصفهان ونطنز
من جهته، أعلن متحدث عسكري باسم الجيش الإسرائيلي أن الهجمات الأخيرة شملت منشآت نووية في بوشهر، أصفهان، ونطنز، مؤكداً استمرار العمليات ضد ما وصفه بـ”البنية التحتية النووية الإيرانية”، في تصعيد هو الأجرأ منذ اندلاع التوتر العسكري مع طهران.
ما أهمية محطة بوشهر؟ ولماذا القلق الروسي؟
تقع محطة بوشهر النووية على الساحل الجنوبي لإيران المطل على الخليج العربي، وتُعد المحطة الوحيدة العاملة حاليًا لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في البلاد. وتستخدم وقودًا نوويًا روسيًا يتم إرجاعه إلى موسكو بعد الاستخدام في إطار اتفاق دولي للحد من الانتشار النووي.
وتمثل سلامة المحطة أولوية قصوى بالنسبة لروسيا، نظرًا لوجود خبراء وفنيين روس يعملون فيها بشكل دائم، وهو ما يفسر لهجة التحذير القوية التي صدرت من الكرملين.
سفارة موسكو في طهران: لا تهديد مباشر حتى الآن
وفي محاولة لطمأنة الرأي العام الدولي، أعلنت السفارة الروسية في طهران أن مفاعل بوشهر لا يزال يعمل بشكل طبيعي، ولم يتم رصد أي تهديدات أمنية مباشرة حتى الآن، مؤكدة أن الإجراءات الوقائية تُنفّذ وفق البروتوكولات الدولية المعتمدة.
مخاوف من كارثة بيئية ونووية في الخليج
الضربات الإسرائيلية الأخيرة، وإن لم تؤدِ إلى أضرار مؤكدة في بوشهر حتى الآن، تفتح الباب واسعًا أمام مخاوف بيئية وصحية في حال تعرّض المفاعل لأي خلل تقني أو تسرب إشعاعي، خاصة وأنه يقع قرب سواحل الخليج العربي ويخدمه طاقم دولي من الخبراء.
وتشير تحليلات إلى أن أي ضرر يُصيب بوشهر قد يُهدد الدول المجاورة مثل السعودية، الإمارات، الكويت، وقطر، بسبب الموقع الجغرافي للمفاعل وتغيّرات اتجاه الرياح، وهو ما يستدعي استعدادًا إقليميًا لمواجهة أي طارئ محتمل.