ارتفاع أسعار الوجبات السريعة في أمريكا يحولها من وجبة اقتصادية إلى ترف: موظفو المطاعم في أزمة!

كشفت تقديرات اقتصادية أمريكية حديثة عن تحول واضح في واقع أسعار الوجبات السريعة، التي كانت تُعتبر لفترة طويلة خيارًا اقتصاديًا للوجبات السريعة. إلا أن الزيادة المتواصلة في تكاليف هذه الوجبات جعلت الكثير من الأمريكيين يرونها ترفًا لا قدرة لهم على تحمله، فيما يعاني عمال المطاعم أنفسهم من عدم القدرة على تغطية نفقاتهم الأساسية بأجورهم الحالية.
تكلفة الوجبات السريعة تصل لأرقام غير مسبوقة في المدن الكبرى
بحسب تقرير موقع LendingTree، تجاوز متوسط تكلفة وجبة من الوجبات السريعة في أكبر المدن الأمريكية 11.56 دولارًا، مع تفاوت كبير بين المدن. ففي مدينة كولومبوس، أوهايو، تُعد الوجبة السريعة أرخص قليلًا حيث تكلف حوالي 10.01 دولارًا، بينما تصل في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا إلى 13.88 دولارًا، ما يضع ضغطًا إضافيًا على ميزانيات الأسر العاملة.
لماذا تعتبر الوجبات السريعة رفاهية في 80% من الولايات المتحدة؟
التقرير أشار إلى أن ارتفاع أسعار الوجبات السريعة جعل ما يقرب من 80% من الأمريكيين يعتبرون تناول وجبة سريعة رفاهية وليس خيارًا يوميًا. وقد أظهرت دراسة FinanceBuzz لعام 2024 ارتفاع أسعار الوجبات السريعة بنسبة تتراوح بين 39% و100% خلال العقد الماضي، متجاوزة بذلك معدل التضخم الرسمي.
أزمة أجور عمال الوجبات السريعة.. بين ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية
المثير للقلق، أن أجور عمال المطاعم لم تواكب هذه الزيادة في الأسعار. وفقًا لتقرير LendingTree، فإن العمال الذين يتقاضون أجرًا متوسطًا يبلغ 15.07 دولارًا في الساعة، لا يستطيعون حتى تغطية تكاليف الوجبات التي يقدمونها. ولشراء وجبة سريعة عادية، يحتاج هؤلاء العمال للعمل أكثر من ضعف الوقت الذي يحتاجه العامل المتوسط الدخل.
تصريحات الخبراء: الوضع “مقلق” ولا تحسن في الأفق
قال مات شولز، كبير محللي تمويل المستهلك في LendingTree:
“لم يتوقع أحد أن يجني عمال الوجبات السريعة ثروة، لكن من المقلق أن أجورهم لا تكفي لتأمين الحد الأدنى للمعيشة، ولا يبدو أن الوضع سيتحسن في المستقبل القريب.”
مع استمرار ارتفاع أسعار الوجبات السريعة دون زيادة مقابلة في أجور العمال، يواجه كل من المستهلكين والعاملين تحديات مالية متزايدة، مما يطرح تساؤلات عن مستقبل هذا القطاع الحيوي في ظل الضغوط الاقتصادية المتصاعدة.