ترامب يصدم الإعلام العالمي: تسريح جماعي في صوت أمريكا واتهامات بتقويض حرية التعبير

إعادة الهيكلة أم إسكات الأصوات؟
في خطوة مفاجئة أثارت انتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها، أصدرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوامر بتسريح جماعي لموظفي إذاعة “صوت أمريكا” ووسائل إعلام حكومية أخرى، ضمن ما وصفته بخطة “إعادة هيكلة” تستهدف تقليص البيروقراطية وتحديث الأداء الإعلامي، وفق ما أعلنته الوكالة الأميركية للإعلام العالمي.
وبحسب تصريحات كاري ليك، المسؤولة البارزة في الوكالة، فقد تم إلغاء أكثر من 1400 وظيفة إعلامية، مع توجيه إخطارات فصل لـ639 صحافيًا، بينما لم يتبق سوى 250 موظفًا. وشمل القرار كوادر من القسم الفارسي الذين أُعيدوا مؤقتًا عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران.
تعليق عمل “صوت أمريكا” لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية
يُعد هذا القرار هو الأول من نوعه منذ تأسيس “صوت أمريكا” في عام 1942، حيث قررت إدارة ترامب تعليق عمل الإذاعة التي طالما كانت أداة في استراتيجية واشنطن الإعلامية الخارجية، في مواجهة الأنظمة الاستبدادية والدعاية المعادية من روسيا والصين وإيران.
القرار أثار قلقًا بالغًا في أوساط الصحافيين والمنظمات الحقوقية، التي اعتبرته محاولة واضحة لـ”إسكات صوت إعلامي حر”، لطالما عبّر عن القيم الديمقراطية الأميركية على مدى عقود.
ردود فعل غاضبة ودعاوى قضائية ضد القرار
عدد من الموظفين المسرّحين أعلنوا التوجه إلى القضاء، حيث رفعوا دعوى قضائية جماعية تطعن في مشروعية الإجراءات، مؤكدين أنها سياسية الطابع وتهدف إلى تصفية الأصوات المعارضة داخل الجهاز الإعلامي الحكومي.
وقالت مصادر إعلامية إن عملية التسريح قد تُضعف قدرة الولايات المتحدة على مواجهة الخطاب المعادي في الخارج، خاصة في ظل تعزيز خصومها مثل بكين وموسكو لقدراتهم الإعلامية العالمية.
تفكيك الإذاعات الخارجية: من آسيا الحرة إلى أوروبا الحرة
تأثرت عدة مؤسسات إعلامية دولية بالقرار، من بينها:
- إذاعة آسيا الحرة التي باتت تعمل حالياً بقدرات محدودة.
- أوروبا الحرة المدعومة جزئياً من الحكومة التشيكية.
- بينما نجت إذاعة “مارتي” الناطقة بالإسبانية من الحملة، لأسباب غير واضحة.
ويأتي ذلك في وقت حساس تشهد فيه السياسة الخارجية الأميركية تحديات متزايدة، وسط تحذيرات من أن الفراغ الإعلامي الناتج قد يُستغل من قبل الخصوم لنشر رسائل مناهضة للغرب.