سياسة دولية

ضربات نووية أمريكية في إيران تشعل الشرق الأوسط: هل فتح ترامب بوابة حرب عالمية؟

في تطور خطير قد يعيد رسم خارطة النفوذ في الشرق الأوسط، شنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليلة أمس ضربة جوية مدمرة استهدفت 3 مواقع نووية إيرانية باستخدام قاذفات الشبح الاستراتيجية B-2، في خطوة وصفتها طهران بـ”العدوان الوحشي”، وأشعلت تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية جديدة.

الضربات: استعراض أمريكي أم مقامرة كبرى؟

استهدفت الضربات منشآت نووية حساسة في نطنز وأصفهان وفوردو، حيث تم استخدام قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57، في محاولة لـ”سحق الطموحات النووية الإيرانية”، بحسب البيت الأبيض. ويُنظر إلى هذه الضربة على أنها تحول جذري في استراتيجية الردع الأمريكية تجاه إيران.

لكن محللين سياسيين يرون أن ترامب وضع إرثه السياسي ومستقبل الأمن العالمي على المحك، في ظل غياب تفويض من الكونغرس، وتجاهل تقييمات استخباراتية تشير إلى أن إيران ما زالت بعيدة عن امتلاك سلاح نووي.

ترامب: “سلام… أو مأساة أكبر”

في خطاب ناري عقب تنفيذ الضربة، وجّه ترامب تحذيرًا شديد اللهجة لقادة طهران قائلاً:

“إيران متنمرة الشرق الأوسط، عليها الآن أن تصنع السلام، وإلا فإن الهجمات القادمة ستكون أشد وطأة”.

وأكد ترامب أن الولايات المتحدة “لن تتراجع”، وأن هذه الضربات “لن تكون الأخيرة إذا لم تلتزم إيران الصمت”، في نبرة توحي بأن واشنطن ماضية نحو خيار التصعيد الكامل إذا اقتضى الأمر.

إيران في الزاوية… ورد محتمل يهدد الاستقرار العالمي

رغم تضرر قدرات إيران النووية والصاروخية، إلا أن خطر الرد الإيراني ما زال قائمًا، خاصة مع وجود خيارات مثل إغلاق مضيق هرمز، أو تفعيل شبكات الوكلاء في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

ويخشى مراقبون أن يؤدي أي تصعيد إيراني مباشر إلى اندلاع مواجهة شاملة، خاصة أن المنطقة على صفيح ساخن منذ شهور، وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران.

تجاوز للمؤسسات… وردود فعل داخلية

اتُّهم ترامب بـ”تجاوز المؤسسات الأمريكية” بعد اتخاذه قرار الهجوم دون الرجوع للكونغرس، وسط تساؤلات داخلية حول غياب الأدلة الدامغة التي تثبت اقتراب إيران من إنتاج قنبلة نووية.

وقال الخبير الأمريكي بريت ماكغورك لقناة “سي إن إن”:

“لا أحد يعلم إلى أين تتجه الأمور، لكن المؤكد أن أي حسابات خاطئة قد تُشعل العالم”.

 بين الردع والانفجار

بينما يرى البعض أن ترامب وجّه ضربة استباقية فعالة تمنع نشوب حرب لاحقة، يرى آخرون أنه أشعل حربًا مفتوحة لا يمكن التنبؤ بنهايتها. وإذا ما ردت إيران بقوة، فإن الشرق الأوسط قد يكون على أبواب تصعيد غير مسبوق، في ظل غياب الضمانات والرهانات المفتوحة.

السؤال المطروح الآن: هل نجح ترامب في ردع إيران؟ أم أنه جرّ المنطقة والعالم نحو المجهول؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى