منوعات

قصة أصحاب الكهف تُلهم الطب الحديث: باحث سعودي يربط بين الوصف القرآني وعلوم النوم وطب الفضاء

قصة أصحاب الكهف

في طرح علمي جديد وغير مسبوق، قدّم البروفيسور أحمد بن سالم باهمام، أستاذ واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم بجامعة الملك سعود، قراءة علمية فريدة لقصة “أصحاب الكهف” كما وردت في القرآن الكريم، عبر ورقة بحثية حديثة سلطت الضوء على تقاطعات دقيقة بين النصوص الدينية ومعطيات العلم الحديث، لا سيما في طب النوم وفسيولوجيا الجسم البشري.

فهم علمي متجدد… لا إثبات للإعجاز فقط

أوضح البروفيسور باهمام أن الغاية من الورقة ليست إثبات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، بل تقديم قراءة علمية رصينة تسعى إلى توسيع الفهم واستكشاف فرضيات جديدة في علم النوم المطوّل، ما قد يفتح آفاقًا واعدة في علوم الفضاء والتقنيات الطبية المستقبلية.

بيئة النوم المثالية في القرآن الكريم

استندت الدراسة إلى آيات قصة أصحاب الكهف، واستخلصت ملامح بيئة نوم مثالية تتقاطع مع ما توصلت إليه الأبحاث الحديثة:

  • خفض التحفيز السمعي: كما في قوله تعالى: “فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ”، وهي حالة شبيهة بآليات العزل الصوتي المستخدمة في مختبرات النوم.
  • تنظيم الضوء: من خلال الإشارة إلى دخول الشمس الكهف عند الشروق والغروب فقط، بما يحافظ على الساعة البيولوجية للجسم.
  • تقليب الجسم المنتظم: كما جاء في الآية: “وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ”, وهو أمر تستخدمه المستشفيات حاليًا لتجنب تقرحات الفراش.
  • انفتاح العيون الجزئي: بما يعزز بقاء بعض النشاط العصبي الحسي وتجنب جفاف العين.

فرضيات علمية وفسيولوجية واعدة

تناولت الورقة البحثية أيضًا فرضيات دقيقة تتعلق ببيئة الكهف، منها:

  • استقرار درجة الحرارة يخلق بيئة حرارية محايدة تقلل من النشاط الاستقلابي.
  • ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون أو وجود الأيونات السالبة قد يعزز النوم العميق.
  • احتمال وجود آليات طبيعية لمقاومة الإجهاد التأكسدي لحماية الدماغ والأنسجة خلال النوم الطويل.

المقارنة مع روايات دينية أخرى

قارن باهمام الوصف القرآني بنماذج مشابهة في تراث الديانات الأخرى، مثل رواية “حوني هامعجيل” في التقاليد اليهودية و”أبيميلك” في المسيحية، لكنه شدد على أن القرآن تفرّد بدقة فسيولوجية تتفوق على تلك الروايات.

آفاق طبية مستقبلية

تقترح الورقة إمكانيات علمية مبتكرة تشمل:

  • تصميم غرف نوم علاجية تحاكي بيئة الكهف.
  • تطوير بروتوكولات للعلاج الضوئي تُراعي الضوء الطبيعي.
  • أنظمة ذكية لتقليب طريحي الفراش تلقائيًا.

نحو جسر معرفي بين العلم والدين

أكد البروفيسور باهمام أن هذا العمل يسعى إلى تعزيز الحوار بين العلم والدين، وتحفيز الأوساط الأكاديمية والدينية على التفاعل المشترك، مشيرًا إلى أن الورقة استندت إلى مراجعة علمية معمقة لأبحاث نُشرت منذ عام 1970 وحتى منتصف 2024.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى