منوعات

اكتشاف فصيلة دم جديدة نادرة “غوادا نيغاتيف” تجعل سيدة فرنسية من أصول كاريبية الحالة الوحيدة في العالم

في إنجاز طبي وعلمي فريد من نوعه، أعلن باحثون فرنسيون عن اكتشاف فصيلة دم جديدة لم تُسجَّل سابقًا، ليصبح شخص واحد فقط في العالم يحمل هذه الخصوصية النادرة. وتُدعى الفصيلة الجديدة باسم “غوادا نيغاتيف” نسبة إلى موطن السيدة الفرنسية من أصول كاريبية التي تمتلك هذه الفصيلة، في خطوة تفتح آفاقًا جديدة في علوم الدم والرعاية الصحية.


بداية اللغز الطبي في 2011

بدأت القصة حين لاحظ الباحثون في فرنسا وجود جسم مضاد غير مألوف في عينة دم لسيدة تبلغ من العمر 54 عامًا خلال فحص روتيني استعدادًا لعملية جراحية في باريس. استغرق الكشف عن سر هذه الحالة سنوات طويلة بسبب محدودية التقنيات البحثية في ذلك الوقت، حيث تمكن العلماء أخيرًا في عام 2019 من فك الشفرة الوراثية للحالة باستخدام تقنيات تسلسل الحمض النووي الحديثة، التي كشفت عن طفرة جينية نادرة جدًا.


الاعتراف الدولي بفصيلة “غوادا نيغاتيف”

في يونيو 2024، حصل هذا الاكتشاف على اعتراف رسمي من الجمعية الدولية لنقل الدم (ISBT) في مؤتمرها بمدينة ميلانو، ليصبح النظام الدموي رقم 48 المعترف به عالميًا. ويعتبر هذا الإعلان علامة بارزة في تاريخ البحث العلمي حول التنوع البيولوجي لفصائل الدم.


حالة استثنائية: شخص واحد يحمل “غوادا نيغاتيف”

وفقًا للدكتور تيري بيرارد، عالم الأحياء الطبية في الوكالة الفرنسية لإمدادات الدم، فإن السيدة المعنية تمثل حالة فريدة من نوعها، حيث لا يوجد غيرها في العالم يحمل هذه الفصيلة، ويصفها بأنها “الشخص الوحيد الذي يتوافق دمه مع نفسه فقط”. ويعود ذلك إلى جين ورثته من والديها اللذين كانا يحملان نسخة من الطفرة النادرة.


معنى التسمية وأهميتها الطبية

تم اختيار اسم “غوادا نيغاتيف” ليعكس الأصل الجغرافي للسيدة، إذ يشير “غوادا” إلى جزيرة غوادلوب الكاريبية، فيما تدل كلمة “نيغاتيف” إلى الخصائص السلبية لهذه الفصيلة تجاه بعض المستضدات، مع الحرص على أن يكون الاسم سهل النطق عالمياً.


فتح آفاق جديدة في فهم التنوع البيولوجي وفصائل الدم

يمثل هذا الاكتشاف إضافة مهمة لقائمة أنظمة فصائل الدم التي بدأها نظام ABO في أوائل القرن العشرين، ويعكس التطور السريع في تقنيات التحليل الجيني التي ساهمت في تحديد عدد متزايد من الفصائل النادرة خلال العقود الأخيرة.


تحسين رعاية المرضى وحماية الفصائل النادرة

تؤكد الوكالة الفرنسية أن تحديد فصائل الدم النادرة مثل “غوادا نيغاتيف” يساعد في تعزيز بنوك الدم وتطوير رعاية طبية متخصصة للمرضى الذين يحملون هذه الفصائل، مما يرفع مستوى الأمان ويوفر خيارات علاجية أفضل لمثل هذه الحالات الاستثنائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى