إيران بين قيود الردع ومخاطر التصعيد بعد الضربة الأمريكية للمفاعلات النووية

تواجه إيران اليوم معضلة استراتيجية بالغة التعقيد، إذ تجد نفسها محصورة بين ضرورة الرد على الضربة الأمريكية التي استهدفت ثلاثة من مفاعلاتها النووية، والواقع الذي فرض عليها قيودًا شديدة بعد استنزاف قدراتها الرادعة بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وتهديدات متكررة من واشنطن.

القدرات الرادعة الإيرانية تحت الضغط

تكبدت إيران خسائر كبيرة في ترسانتها، خاصة فيما يتعلق بالصواريخ الباليستية بعيدة المدى، نتيجة الضربات الإسرائيلية المكثفة مؤخرًا. ورغم هذه الخسائر، ما زالت تحتفظ بصواريخ قصيرة المدى وطائرات مسيرة قد تستخدمها للرد، إلا أن تعزيز الولايات المتحدة لدفاعاتها الجوية وقواتها البحرية في المنطقة يقلل من فاعلية أي هجوم محتمل.

محور المقاومة واستنزاف الحلفاء

كانت شبكة تحالفات إيران الإقليمية، أو ما يُعرف بـ”محور المقاومة”، إحدى أوراق الضغط القوية لطهران. لكن هذه الشبكة تعرضت لنكسات متتالية، مع تدمير معظم ترسانة حزب الله الصاروخية واستهداف متكرر لقواته، إلى جانب تهديدات كتائب حزب الله في العراق وتهديدات الحوثيين باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر حال تصاعد النزاع.

مضيق هرمز.. خيار الرد المكلف

يبقى تهديد الملاحة في مضيق هرمز أحد خيارات إيران للضغط، لكنه يحمل مخاطر اقتصادية كبيرة، إذ تعتمد صادرات النفط الإيرانية نفسها على هذا الممر الحيوي. وفي حال إغلاقه، ستتأثر أسواق النفط العالمية بشكل مباشر، مع ارتفاع أسعار النفط بشكل قد ينعكس على الاقتصاد الأمريكي والعالمي.

السيناريوهات المحتملة وتداعيات الرد

تشير التحليلات إلى أن إيران قد تختار الرد المحدود أو تؤجل انتقامها لتفادي تصعيد شامل قد يجر المنطقة إلى حرب مفتوحة. ويبقى السؤال: كيف ستتمكن طهران من تحقيق توازن بين الحاجة للردع وتفادي الكارثة؟