سياسة دولية

مفاعل طهران النووي: هدية أمريكية تتحول إلى رمز لأزمة عالمية

طهران

في قلب العاصمة الإيرانية طهران، يقف مفاعل طهران البحثي شاهدًا على مفارقة سياسية وتاريخية، حيث تحولت هدية أمريكية من أدوات التعاون إلى رمز لصراع مستمر بين إيران والغرب. يكشف تقرير حديث لصحيفة نيويورك تايمز كيف ساهمت الولايات المتحدة في وضع أسس البرنامج النووي الإيراني قبل عقود، ليصبح اليوم محورًا للتوترات الدولية.

مفاعل طهران.. بداية الذرة من أجل السلام

تعود قصة المفاعل إلى ستينيات القرن الماضي، حين قدمت الولايات المتحدة، ضمن برنامج الذرات من أجل السلام، مفاعلًا نوويًا صغيرًا لإيران بقيادة الشاه محمد رضا بهلوي، حليف واشنطن آنذاك. صُمم المفاعل لأغراض علمية سلمية، بعيدًا عن أي دور في تخصيب اليورانيوم أو تصنيع الأسلحة النووية.

من التعاون إلى التوتر: كيف بدأت الأزمة؟

في عام 1959، زار الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور طهران لترسيخ الشراكة الاستراتيجية مع إيران، واستخدمت الطاقة النووية كأداة للتنمية ومواجهة النفوذ السوفييتي. لكن مع سقوط الشاه وقيام الثورة الإيرانية عام 1979، تغيرت ملامح العلاقة، وتحول التعاون إلى مصدر قلق أمني عالمي.

مفارقة السياسة الدولية

رغم أن مفاعل طهران لم يكن مستهدفًا في الضربات الإسرائيلية أو في تهديدات عسكرية أمريكية مثل تلك التي أمر بها الرئيس السابق دونالد ترامب، إلا أنه يجسد كيف يمكن لمبادرات السلام أن تتحول إلى عناصر نزاع. وما زال المفاعل يثير التساؤلات حول سياسات نشر التكنولوجيا النووية ونتائجها بعيدة المدى.

دروس للمستقبل

يُظهر مفاعل طهران أهمية الموازنة بين نشر التكنولوجيا والعلوم، وبين ضمان عدم تحولها إلى تهديد عالمي. وتبقى قضية البرنامج النووي الإيراني نقطة خلاف دولي تتطلب حلولًا مبتكرة لضمان الأمن والاستقرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى