منوعات

الحزام الناري يهدد كبار السن.. مضاعفات خطيرة تصل لفقدان البصر والشلل العصبي

كشف استشاري طب الأسرة الدكتور أشرف أمير أن الحزام الناري هو مرض جلدي فيروسي يصيب الأشخاص الذين سبق أن تعرضوا للإصابة بالعنقز (الجدري المائي) في الطفولة، حيث يظل الفيروس خاملاً في الجسم لسنوات طويلة، ثم يعاود النشاط عند ضعف جهاز المناعة، وخاصة بعد سن الخمسين.

ويظهر المرض على شكل طفح جلدي مؤلم يأخذ شكلاً نطاقيًا، غالبًا في منطقة البطن أو الصدر، وقد يمتد إلى الوجه أو العين، مما يشكل خطرًا على البصر في حال عدم علاجه مبكرًا.


خطورة الإصابة ومضاعفاتها: من فقدان البصر إلى العناية المركزة

أوضح الدكتور أمير أن الوصول إلى منطقة العين قد يؤدي إلى تقرحات في القرنية وقد ينتهي الأمر إلى فقدان البصر. كما أن انتشار الفيروس في الجسم قد يؤدي إلى التهاب رئوي حاد، خاصة لدى كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.

في بعض الحالات النادرة، قد يتطور المرض إلى التهاب في الأغشية السحائية، وهي من أخطر المضاعفات التي تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا، وتزيد من احتمال الوفاة.


إحصائيات مقلقة: الحزام الناري أكثر شيوعًا مما يُعتقد

بحسب الإحصائيات الحديثة، فإن ما بين 6 إلى 8 أشخاص من كل 1000 شخص معرضون للإصابة بالحزام الناري. إلا أن الأخطر من الإصابة هو احتمال تطورها إلى ما يعرف بـ “الاعتلال العصبي الطرفي بعد الحزام الناري”، وهي حالة مؤلمة ومزمنة قد تؤدي إلى فقدان القدرة على أداء الأنشطة اليومية.

تشير الدراسات إلى أن 5 إلى 30% من المصابين بالحزام الناري قد يعانون من هذا الاعتلال العصبي، والذي يستمر لأشهر وربما لسنوات، مصحوبًا بآلام عصبية حادة تؤثر على نوعية الحياة.


الوقاية هي الأساس: الفئات المعرضة واللقاحات المتوفرة

يؤكد الأطباء على أهمية الوقاية المبكرة، خاصة للفئات المعرضة مثل كبار السن ومن يعانون من ضعف المناعة أو الأمراض المزمنة، وذلك من خلال الفحص الدوري، والحرص على أخذ اللقاحات المتاحة للحزام الناري بعد سن الخمسين.

كما يُنصح بسرعة التوجه للطبيب عند ظهور أي طفح جلدي مؤلم أو أعراض غير معتادة، لتلقي العلاج المبكر وتفادي المضاعفات المحتملة.

يظل الحزام الناري مرضًا صامتًا حتى ينشط، لكن تداعياته قد تكون خطيرة ومؤلمة. ولذلك فإن الوعي والوقاية، خاصة بين كبار السن، هما السبيل الأول لتقليل خطر الإصابة وتفادي المضاعفات التي قد تؤثر على الصحة والحياة اليومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى