منوعات

ستة أمريكيين في قبضة الشرطة الكورية بعد محاولة مثيرة لإرسال “رسائل إنجيل وأرز” إلى كوريا الشمالية

في حادثة أثارت جدلاً واسعًا وتصدرت عناوين الصحف الكورية والدولية، أعلنت السلطات في كوريا الجنوبية توقيف ستة مواطنين أمريكيين بعد محاولتهم تهريب زجاجات بلاستيكية محملة بأرز، نقود، وكتب دينية – من بينها نسخ من الإنجيل – إلى كوريا الشمالية عبر البحر.


محاولة مثيرة على “الحدود المائية الأخطر”

العملية جرت في جزيرة غانغهوا شمال غرب سيئول، والتي لا تبعد سوى 10 كيلومترات عن سواحل كوريا الشمالية. وقد رصدت دورية عسكرية المجموعة وهي تقوم بإلقاء نحو 1300 زجاجة في البحر، مستغلين التيارات المائية لإيصالها إلى الشمال.

تحتوي الزجاجات على أرز، أوراق نقدية من فئة الدولار الواحد، وكتب دينية، في مسعى وُصف بأنه “إنساني ودعوي”، لكن السلطات اعتبرته نشاطاً غير مصرح به يُهدد السلامة العامة.


“قانون الكوارث” يضعهم تحت طائلة المساءلة

أوضحت شرطة إنتشون أن المنطقة مصنفة منذ نوفمبر 2024 ضمن “مناطق الخطر” التي يُمنع فيها تنفيذ أي نشاط قد يُثير التوتر مع بيونغ يانغ. وتخضع لمراقبة دقيقة في ظل تصاعد التوترات الحدودية مؤخرًا.

وبحسب الشرطة، فإن الأمريكيين الموقوفين – وتتراوح أعمارهم بين العشرينات والخمسينات – لا يتحدثون الكورية، وقد تم التحقيق معهم عبر مترجم، وهم الآن مُتهمون بانتهاك قانون إدارة الكوارث والسلامة.


دوافع دينية أم سياسية؟ التحقيقات مستمرة

رغم عدم الكشف عن هويات المعتقلين، رجّحت تقارير محلية انتماءهم إلى جماعات دينية أو منظمات غير حكومية تنشط في إرسال مساعدات أو رسائل دعوية وسياسية إلى كوريا الشمالية، وهي ممارسات لطالما أثارت حفيظة بيونغ يانغ.

تاريخيًا، استُخدمت جزيرة غانغهوا كنقطة انطلاق لما يُعرف بـ “حملات الزجاجات والبالونات” التي تتضمن مواد غذائية، منشورات سياسية، أو كتب دينية موجهة إلى سكان كوريا الشمالية. وتعتبرها بيونغ يانغ “استفزازات عدائية”.


“حرب البالونات” تتجدد؟

في 2024، ردّت كوريا الشمالية على أنشطة مماثلة بإطلاق بالونات محمّلة بالنفايات نحو الجنوب، في مشهد وصفه الإعلام الكوري بـ “حرب البالونات”. وتوقف هذا التصعيد مؤقتًا بعد تعهد الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ بتهدئة الأوضاع واستئناف الحوار مع بيونغ يانغ.

ويحذر مراقبون من أن هذه التحركات الفردية قد تُعطل الجهود الدبلوماسية، وتُعيد إشعال التوترات في منطقة تُعد من أكثر المناطق الأمنية حساسية في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى