هل أوقفت الضربات الأمريكية والإسرائيلية برنامج إيران النووي؟

نفذت الولايات المتحدة وإسرائيل ضربات عسكرية متزامنة استهدفت منشآت نووية إيرانية رئيسية، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى كبح تقدم إيران نحو امتلاك سلاح نووي. وبينما أسفرت الهجمات عن تدمير واسع في مراكز حساسة مثل نطنز وفوردو وأصفهان، يظل السؤال الأبرز: هل فقدت طهران قدرتها على مواصلة برنامجها النووي؟
العلماء والخبرة: ضربة قاسية ولكن ليست قاضية
الضربات الجوية التي أودت بحياة 14 من كبار العلماء النوويين الإيرانيين أصابت بنية القيادة العلمية في الصميم، بحسب صحيفة نيويورك تايمز. ورغم ذلك، تشير التجربة الإيرانية في تجاوز اغتيالات سابقة إلى أن البلاد تمتلك جيلاً آخر من العلماء القادرين على إعادة بناء البرنامج تدريجيًا.
مناجم اليورانيوم: مصدر لم يُمسّ بعد
لم تطل الضربات منجمي اليورانيوم النشطين، وأبرزها منجم “نارجان” في وسط إيران، والذي يُعتقد أنه يحتوي على احتياطيات كافية لصناعة أكثر من 50 قنبلة نووية. هذا يعني أن إيران لا تزال تحتفظ بمصدرها الأساسي للمواد الخام.
التحويل والتخصيب: تعطيل مؤقت وليس شلل كامل
استهدفت الهجمات منشآت تحويل وتخصيب رئيسية:
- منشأة أصفهان، التي تحوّل اليورانيوم الطبيعي إلى غاز هكسافلوريد، دُمّرت بالكامل.
- منشأة نطنز، المركز الأهم للتخصيب، تعرّضت لتدمير أجهزة الطرد المركزي.
- فوردو، المحصنة داخل الجبال، أصبحت غير عاملة حسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومع ذلك، تدّعي إيران وجود منشآت تخصيب سرية، وهو ما لم تؤكده أي جهة محايدة حتى الآن.
مخزون اليورانيوم: هل ما زال يُشكل خطرًا؟
قبل الضربات، كان لدى إيران قرابة 900 رطل من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي كمية قريبة من الدرجة العسكرية. وتشير تقارير إلى أن إيران ربما نقلت جزءًا كبيرًا من هذا المخزون إلى مواقع آمنة قبل الهجمات، ما يعني أن القدرة النظرية على تطوير سلاح ما زالت قائمة، لكنها تفتقر حاليًا إلى أدوات التخصيب.
تصنيع السلاح النووي: ضربة نوعية ولكن؟
الهجمات طالت منشأة أصفهان التي كانت تعمل على تحويل اليورانيوم المخصب إلى معدن، وهي خطوة مفصلية لصناعة القنبلة النووية. كما تم تدمير مواقع لصناعة أنظمة التفجير في “سنجاريان”، وهي مرحلة متقدمة في بناء السلاح. ورغم ذلك، لا يُستبعد أن تكون هناك مواقع سرية بديلة.
الصواريخ والتهديد المستمر
رغم استهداف مئات من قاذفات الصواريخ الإيرانية، لا تزال إيران تحتفظ بترسانة كبيرة من الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، ما يجعلها تهديدًا مستمرًا إذا استُأنف البرنامج.
شلل مؤقت أم نهاية محتملة؟
تمكّنت الضربات من إبطاء تقدم البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير، ولكن لم تُزل خطره بالكامل. فالبرنامج، وإن كان قد فقد بعض مقوماته، لا يزال يحتفظ بالقدرة على العودة، خاصة مع استمرار امتلاك الموارد العلمية والمادية.
يبقى التحدي الأكبر أمام إيران في التغلب على العقبات التقنية والدبلوماسية لإعادة بناء منشآت متقدمة وسط رقابة دولية مشددة.