سياسة دولية

فرنسا تعرض دعمها لتوزيع الغذاء في غزة وسط أزمة إنسانية وانتقادات لإسرائيل

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، السبت، أن فرنسا وأوروبا مستعدتان للمساهمة في ضمان توزيع الغذاء بشكل آمن في قطاع غزة، في ظل أزمة إنسانية خانقة تعاني منها المنطقة بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل وسقوط مئات القتلى خلال محاولات الحصول على المساعدات.

وأكد الوزير الفرنسي أن بلاده تتابع بقلق بالغ الوضع الإنساني في القطاع، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يغض الطرف عن المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، خاصة مع التقارير التي تتحدث عن مقتل مئات المدنيين أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية.


مؤسسة مثيرة للجدل تموّلها إسرائيل والولايات المتحدة

جاءت تصريحات بارو في أعقاب سقوط ضحايا في تجمعات لتلقي المساعدات التي توزعها منظمة تُدعى “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي كيان حديث العهد مدعوم من إسرائيل والولايات المتحدة، ويعمل ضمن ترتيبات أمنية مشددة بمساعدة متعاقدين مسلحين.

وتواجه هذه المؤسسة انتقادات واسعة بسبب غموض مصادر تمويلها وآلية توزيعها للمساعدات، بالإضافة إلى سقوط عدد كبير من الضحايا منذ بدء عملياتها أواخر مايو الماضي، حيث قُتل أكثر من 550 شخصًا وأُصيب أكثر من 4000 آخرين، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة.


غوتيريش: البحث عن الطعام في غزة لا يجب أن يكون حكمًا بالإعدام

من جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ما يحدث في غزة بأنه غير مقبول، قائلًا إن “البحث عن الطعام لا يجب أن يكون حكمًا بالإعدام“، في إشارة إلى الخطورة المتزايدة التي تحيط بمحاولات الحصول على المعونات.

وأضاف غوتيريش أن نظام توزيع المساعدات الجديد الذي تقوده المؤسسة المدعومة إسرائيليًا يؤدي إلى مآسٍ مروعة، داعيًا إلى آلية إنسانية نزيهة ومحايدة توفّر الحد الأدنى من الكرامة للمدنيين المحتاجين.


أزمة إنسانية تتفاقم مع الحصار

ومنذ فرض الحصار الإسرائيلي المشدد مطلع مارس الماضي، منعت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والسلع الأساسية، قبل أن تخفف جزئيًا من القيود في مايو، عبر السماح لـ”مؤسسة غزة الإنسانية” بتولي عمليات التوزيع.

ومع ذلك، فإن هذه الخطوة لم تُنهِ الأزمة، بل أثارت موجة جديدة من الغضب الشعبي والدولي بسبب الدموية التي رافقت توزيع المساعدات، وانتشار المظاهر العسكرية في مراكز الاستلام، مما حوّل نقاط الإنقاذ المفترضة إلى مواقع خطرة.


دعوات دولية لحماية المدنيين وتحقيق العدالة

مع تصاعد الأرقام المروعة للضحايا المدنيين، دعت منظمات حقوقية دولية إلى تحقيق دولي في انتهاكات حقوق الإنسان في غزة، وإعادة النظر في الآليات المعتمدة حاليًا لتقديم الإغاثة، مشددة على ضرورة فصل العمل الإنساني عن الأجندات السياسية والعسكرية.

كما طالبت أصوات عديدة داخل أوروبا المجتمع الدولي بـالتحرك العاجل لإنشاء ممرات إنسانية آمنة ومستدامة، تضمن إيصال الغذاء والدواء دون تعريض حياة الفلسطينيين للخطر.

بين وعود الدعم الأوروبي واستمرار الحصار، يعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث. ومع استمرار سقوط الضحايا خلال البحث عن رغيف الخبز، يبرز تساؤل ملح: هل يستطيع العالم كسر هذا الصمت القاتل؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى