ضربات واشنطن لطهران تحت المجهر.. تنصّت أميركي واتصالات إيرانية تثير الشكوك حول مصير النووي

في تطور جديد يكشف خفايا الضربات الجوية الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة على منشآت إيرانية، أفادت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن مصادر مطلعة على معلومات استخباراتية سرّية، أن واشنطن اعترضت اتصالات داخلية لمسؤولين إيرانيين، أظهرت تقليلًا واضحًا من تأثير الضربات على البرنامج النووي الإيراني.

وأكدت الصحيفة أن مسؤولين إيرانيين وصفوا الأضرار بأنها “أقل مما كان متوقعًا”، ما أثار جدلًا واسعًا حول مدى فاعلية تلك العمليات العسكرية، في ظل استمرار الشد والجذب السياسي والدبلوماسي بشأن مستقبل المشروع النووي الإيراني.

البيت الأبيض يرد: الضربات أنهت البرنامج النووي

ردًا على هذه التسريبات، وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت ما ورد في التقرير بـ”الهراء”، مؤكدة أن البرنامج النووي الإيراني قد انتهى فعليًا بفعل هذه الضربات، فيما جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأكيده عبر قناة “فوكس نيوز” أن العمليات العسكرية “دمرت البنية التحتية النووية لطهران بشكل غير مسبوق”، على حد وصفه.

تضليل متبادل أم قراءة استخباراتية دقيقة؟

رغم ذلك، أشار مصدر مطلع في تصريحات لوكالة “رويترز” إلى أن الاتصالات الإيرانية المسربة قد تكون مضللة عمدًا، مؤكدًا أن مثل هذه الرسائل الداخلية لا يمكن الاعتماد عليها كمؤشر دقيق، خاصة في ظل استراتيجية التضليل الإعلامي التي قد تتبعها طهران أو واشنطن.

تقييم استخباراتي: تأخير مؤقت فقط للمشروع النووي الإيراني

من جهة أخرى، كشف تقرير أولي لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA) أن الضربات الأميركية عطلت البرنامج النووي الإيراني لفترة مؤقتة لا تتجاوز عدة أشهر، ما يضع علامات استفهام حول تصريحات البيت الأبيض، ويفتح الباب لتكهنات حول عودة محتملة للبرنامج الإيراني بمسار أسرع مما هو متوقع.

مشهد جيوسياسي معقّد وأجندات متضاربة

يأتي هذا الجدل في ظل مشهد سياسي وأمني متوتر في المنطقة، حيث تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها احتواء النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، بينما تصر طهران على حقها في تطوير برامجها النووية تحت مظلة الاستخدام السلمي، وسط غياب أي مؤشرات على عودة قريبة إلى اتفاق فيينا النووي أو انفتاح دبلوماسي جديد.