هجوم سيبراني مدمر يعزل إيران مالياً ويشل أكبر بنوكها ومنصاتها الرقمية

شهدت إيران خلال يونيو 2025 هجمات سيبرانية غير مسبوقة استهدفت شل نظامها المالي الحيوي وفصلها عن الشبكة العالمية، وسط تصاعد التوترات العسكرية مع الولايات المتحدة وإسرائيل. وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن مجموعة قرصنة تُدعى “الخطاف المفترس”، مدعومة إسرائيليًا، هي المسؤولة عن هذه الضربات الإلكترونية التي أصابت البنية التحتية المالية الإيرانية بالشلل.
بنك سبه ونوبيتكِس في مرمى الهجوم
تصدّر بنك سبه الإيراني، أحد الأعمدة المالية المرتبطة بالحرس الثوري، قائمة الأهداف، حيث شُلّت خدماته المصرفية كليًا، فيما تم اختراق بورصة نوبيتكس للعملات المشفرة وسحب ما يُقدّر بـ100 مليون دولار، ما أدى إلى توقفها الفوري عن العمل. ويُستخدم هذان الكيانان على نطاق واسع في التحايل على العقوبات الدولية وتحويل الأموال خارج البلاد.
طهران تقطع الإنترنت وتحذر من “الجواسيس الرقميين”
ردًا على الاختراقات، لجأت الحكومة الإيرانية إلى قطع خدمات الإنترنت جزئيًا، ومنعت استخدام الأجهزة الذكية غير المحلية، محذّرة من عمليات تجسس إسرائيلية تستهدف الأصوات والمواقع الجغرافية للمواطنين. كما تم حظر استخدام الأجهزة الذكية للمسؤولين في محاولة لاحتواء الاختراقات.
أهداف إستراتيجية للحرب السيبرانية
أكدت مجموعة “الخطاف المفترس” أن هدفها هو ضرب الشرايين المالية للحرس الثوري الإيراني، ونشرت تحذيرًا عبر منصة إكس دعت فيه الشعب الإيراني إلى سحب أموالهم قبل انهيار المنظومة المالية. في المقابل، أعلن مسؤولون في الأمن السيبراني الإسرائيلي استمرار العمليات الإلكترونية الدقيقة ضد مراكز قوة النظام الإيراني.
رد إيراني محدود وسط اقتصاد هش
في الوقت الذي تشهد فيه إيران معدل تضخم يتجاوز 40% واعتمادًا متزايدًا على العملات المشفرة لتجاوز الحصار، شنّت مجموعات قرصنة موالية لطهران هجمات رقمية على مواقع إسرائيلية دون تأثير كبير، حسبما أفادت المديرية الوطنية الإسرائيلية للأمن السيبراني.
أزمة ثقة وقلق شعبي متزايد
تتصاعد مخاوف الإيرانيين من استمرار الضربات السيبرانية، التي لم تقتصر على المؤسسات، بل طالت مدفوعات الرواتب والتعاملات اليومية، ما يعكس هشاشة البنية الرقمية ويطرح تساؤلات عن قدرة طهران على حماية اقتصادها في عصر الحروب غير التقليدية.