سياسة دولية

ترامب يدفع نحو “صفقة غزة”: وقف إطلاق نار وعودة الرهائن خلال أيام؟

في خطوة تحمل أبعادًا سياسية وإنسانية، دعا الرئيس الأميركي  دونالد ترامب اليوم الأحد إلى إبرام صفقة عاجلة لوقف إطلاق النار في غزة، وإعادة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، مؤكدًا أن الاتفاق يمكن أن يتم خلال أيام، في ظل ما وصفه بـ”تقدم محتمل” في المفاوضات بين إسرائيل وحماس.


دعوة ترامب: “أبرموا الصفقة… أعيدوا الرهائن!”

عبر منصته الاجتماعية “تروث سوشال”، قال ترامب في رسالة مقتضبة لكنها مؤثرة: “أبرموا الصفقة في غزة، أعيدوا الرهائن!”، ليؤكد من جديد رغبته في لعب دور دبلوماسي فاعل في المنطقة، مستغلًا شعبيته في إسرائيل، وتأثيره السياسي قبل الانتخابات الأميركية القادمة.

تأتي دعوة ترامب وسط تلميحات إسرائيلية بحدوث اختراق وشيك، إذ كشف مسؤولون عن احتمالية زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن قريبًا، لمناقشة صفقة وقف إطلاق النار، فيما يتوجه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر هذا الأسبوع إلى العاصمة الأميركية لمواصلة النقاشات مع المسؤولين.


المفاوضات: عقدة الشروط المتبادلة

ورغم التفاؤل الحذر، لا تزال المحادثات عالقة عند شروط متناقضة بين الجانبين. فبينما تصر حركة حماس على وقف كامل للعدوان وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة مقابل الإفراج عن كافة الرهائن، تشترط إسرائيل استسلام حماس ونزع سلاحها كشرط أساسي لأي اتفاق، وهو ما ترفضه الحركة بشكل قاطع.

اتهم محمود مرداوي، القيادي في حماس، نتنياهو بأنه يعطل التقدم من خلال الإصرار على صفقة مؤقتة تشمل إطلاق 10 رهائن فقط. أما مكتب نتنياهو، فاتهم حماس بأنها العائق الحقيقي أمام الاتفاق.


الوضع الإنساني: أرقام مفجعة وقلق متصاعد

وبين شد وجذب الأطراف المتفاوضة، يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة. حيث أسفر العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023 عن مقتل أكثر من 56 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. كما أدى القصف إلى تشريد السكان وتدمير البنية التحتية بشكل واسع.

وفي تطور جديد، أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإجلاء جماعي جديد في شمال غزة، ما أثار المخاوف من تهجير قسري واسع النطاق، يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية ويقلل فرص التهدئة.


ترامب ينتقد القضاء الإسرائيلي: “مطاردة سياسية”

في سياق موازٍ، لم يكتف ترامب بالدعوة للسلام، بل هاجم القضاء الإسرائيلي، منتقدًا محاكمة نتنياهو بتهم فساد، ووصفها بـ”مطاردة سياسية” قد تُعرقل التفاوض. هذا الموقف، رغم شعبيته في الأوساط الإسرائيلية، أثار جدلاً واسعًا حول تدخل ترامب في الشأن الداخلي الإسرائيلي.


هل يتحقق السلام في غزة بدفع أميركي جديد؟

الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في غزة تبدو أقرب من أي وقت مضى، لكن التحديات السياسية والشروط المتبادلة لا تزال تمثل عوائق جوهرية. ومع تدخل ترامب وتزايد الضغط الدولي، يترقب العالم ما ستؤول إليه مباحثات واشنطن وتل أبيب في الأيام القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى