إيران تتمسك بتخصيب اليورانيوم رغم الضربات الأمريكية والإسرائيلية: هل يقترب البرنامج النووي من نقطة اللاعودة؟

في خطوة تعكس تصعيدًا جديدًا في ملف البرنامج النووي الإيراني، أعلن سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيراني أن طهران لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم، مؤكدًا أنه حق غير قابل للتصرف بموجب معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. ويأتي هذا التصريح في وقت بالغ الحساسية، بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية والأمريكية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، ما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل المفاوضات الدولية ومصير الاتفاق النووي.
تصعيد سياسي بعد الضربات: رفض الاستسلام ومناورات دبلوماسية
خلال مقابلة مع شبكة “CBS News”، أكد إيراني أن بلاده مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات، لكنها ترفض ما وصفه بـ”الاستسلام غير المشروط”. وقال إن تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية هو جزء من سيادة إيران، لكنه أشار إلى أن الظروف الحالية ليست مواتية للحوار، خاصة في ظل غياب أي مبادرات رسمية من واشنطن.
وأبدى استعدادًا لنقل مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60% إلى دولة ثالثة، بشرط اتفاق شامل مع الولايات المتحدة، لكنه شدد على أن ذلك لا يعني التخلي عن إنتاجه المحلي، وهو موقف يتعارض مع مطالب واشنطن.
توتر مع الوكالة الدولية: تعليق التعاون وانتقادات حادة
في تطور آخر، نفى إيراني وجود تهديدات ضد رافائيل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو مفتشيها، لكنه أوضح أن البرلمان الإيراني علّق التعاون مع الوكالة، ما أدى إلى حرمان المفتشين من دخول المنشآت النووية الحساسة.
ووصف المفتشين بأنهم “لم يقوموا بواجباتهم”، مما يعكس تصاعد التوتر بين طهران والوكالة، في وقت تتزايد فيه الشكوك الدولية حول شفافية البرنامج النووي الإيراني.
الضربات العسكرية والرد الإيراني: هل نحن على أعتاب صراع جديد؟
الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل على ثلاث منشآت نووية إيرانية فاقمت الأوضاع. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرّح بأن المنشآت “دُمرت بالكامل”، بينما وصفها غروسي بـ”الخطيرة جدًا”. وأفادت تقارير استخباراتية بأن الأضرار كانت أقل مما توقعه الإيرانيون، وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”.
في المقابل، أعرب الجنرال عبد الرحيم موسوي، رئيس الأركان الإيرانية، عن استعداده للرد على أي عدوان جديد، متهمًا إسرائيل والولايات المتحدة بانتهاك القوانين الدولية وعدم الالتزام بأي وقف لإطلاق النار.
مستقبل البرنامج النووي الإيراني: تصعيد أم تسوية؟
الواضح أن إيران تتمسك ببرنامجها النووي كخيار استراتيجي، مدفوعة برغبتها في الحفاظ على سيادتها وحقها في التكنولوجيا النووية. في المقابل، تسعى القوى الغربية للحد من هذا التقدم عبر العقوبات والضغوط السياسية والعسكرية.
يبقى السؤال المطروح: هل تنجح إيران في تحقيق التوازن بين حماية برنامجها النووي والاستجابة للضغوط الدولية؟ أم أن التصعيد سيقود المنطقة إلى مواجهات أوسع لا تُحمد عقباها؟