مستوطنون يقتحمون قاعدة عسكرية إسرائيلية في الضفة: تصعيد خطير يكشف شرخًا داخل دولة الاحتلال

في تطور غير مسبوق داخل الأراضي المحتلة، اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين قاعدة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، وقاموا بإشعال النيران وتخريب مركبات عسكرية وكتابة شعارات معادية على الجدران، في حادثة سلطت الضوء على تصاعد التوترات ليس فقط بين المستوطنين والفلسطينيين، بل وبين المستوطنين والجيش الإسرائيلي نفسه.
أعمال تخريب غير مسبوقة
شهدت القاعدة العسكرية اعتداءات مباشرة من المستوطنين، الذين أتلفوا معدات ومركبات عسكرية، ما يعكس حالة من الغضب العارم في أوساطهم. ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن المنفذين ينتمون إلى ما يُعرف بحركة “شباب التلال“، وهي حركة استيطانية متطرفة تنشط في احتلال التلال بالضفة الغربية وشن هجمات على القرى والمزارع الفلسطينية.
ويأتي هذا الاقتحام كرد فعل على اعتقال خمسة مستوطنين متورطين في أعمال عنف ضد الفلسطينيين، الأمر الذي فجّر موجة استياء داخل أوساط المستوطنين المتطرفين، الذين رأوا في خطوة الجيش تهديدًا مباشرًا لتحركاتهم.
المستوطنون في مواجهة جيش الاحتلال
اللافت في هذا التصعيد أن المستوطنين وجهوا عنفهم هذه المرة ضد الجيش الإسرائيلي نفسه، الذي طالما وفر لهم الحماية والتغطية في الضفة الغربية. وتشير اللقطات المصورة إلى مشاركة شبان متدينين ينتمون للتيار الديني القومي المتطرف في الهجوم على القاعدة العسكرية، ما يسلط الضوء على تفكك محتمل في ولاء فئات داخل المجتمع الإسرائيلي لمؤسسات الدولة.
هذا التمرد الصريح من داخل المستوطنات على الجيش، يكشف عن أزمة متفاقمة تعصف بالمؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، في ظل تزايد نفوذ جماعات استيطانية باتت تعتبر نفسها فوق القانون، وتتصرف بمنأى عن أي مساءلة.
شرخ داخلي يهدد الاستقرار
تحول هذه الحادثة إلى مؤشر خطير على تعمق الشرخ داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة أن الجيش لم يعد يواجه فقط مقاومة فلسطينية، بل تحديًا من مواطنيه الأكثر تطرفًا. ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يُضعف من قبضة الجيش على الضفة الغربية، ويضعف قدرة سلطات الاحتلال على ضبط الأمن داخليًا، خصوصًا مع تمدد نفوذ المستوطنين.
وتعيد هذه الحادثة للأذهان جدلية من يسيطر فعليًا على الأرض في الضفة: الجيش أم المستوطنون؟ فبينما يسعى الجيش للحفاظ على صورته كمؤسسة نظامية، تتصرف هذه الجماعات المسلحة كجيش موازٍ له أجندته الخاصة.
خلاصة المشهد: الفوضى تتسرب إلى قلب الاحتلال
ما جرى في الضفة ليس حادثًا معزولًا، بل جزء من تحولات أعمق تعصف بهيكل السلطة داخل إسرائيل، حيث بدأ المستوطنون المتطرفون يفرضون قواعدهم بالقوة، ويُظهرون استعدادًا لمواجهة الجيش إذا ما تعارض مع مصالحهم. ومع استمرار الحكومة الإسرائيلية في دعم الاستيطان وغض الطرف عن عنف المستوطنين، فإن البلاد تتجه نحو مرحلة خطرة من الفوضى الداخلية والاضطراب الأمني.