سياسة دولية

تضارب التقييمات بعد الضربات الأمريكية لإيران: اتصالات مسرّبة تكشف خلافات حادة في تقدير الأضرار

في تطور استخباراتي مثير، كشفت الولايات المتحدة عن اعتراضها لمكالمات سرية بين مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى تناقش تداعيات الضربات العسكرية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية. وبحسب صحيفة واشنطن بوست، وصف المسؤولون الإيرانيون تلك الضربات بأنها “أقل تدميرًا مما كانوا يتوقعون”، مما فتح الباب واسعًا لتكهنات حول مدى فعالية الضربات الأمريكية والدوافع وراء هذه التقييمات المتضاربة.


الضربات الأمريكية: فعالية مؤكدة أم مبالغة في التقدير؟

وفقًا لمصادر أمريكية، استهدفت الضربات منشآت نووية حيوية في نطنز وفوردو وأصفهان باستخدام قنابل خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل وصواريخ توماهوك كروز. وتؤكد واشنطن أن “برنامج الأسلحة النووية الإيراني قد انتهى”، في حين يشكك الإيرانيون في حجم الأضرار الفعلية.

وبينما يرى مسؤولون أمريكيون أن العمليات حققت أهدافها الاستراتيجية، تظهر المكالمات المسرّبة أن هناك في طهران من يرى أن تأثير الضربات كان محدودًا وغير حاسم.


التسريبات الإيرانية: شكوك وتساؤلات داخلية

أظهرت الاتصالات المعترضة، التي كان يُفترض أن تظل طي الكتمان، أن مسؤولين إيرانيين تساءلوا عن سبب عدم تدمير المنشآت النووية بالكامل، كما توقعوا. ويكشف هذا التباين عن خلل في التقدير الإيراني أو محاولة متعمدة لتقليل وقع الضربة على الرأي العام المحلي والدولي.


رد أمريكي حازم: “دمرنا منشأة تحويل المعادن”

ردت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت بحدة على التقارير، مؤكدة أن “الإيرانيين لا يعلمون ما حدث تحت الأنقاض”، وأن التقييم الأمريكي مبني على معلومات دقيقة، وليس على تخمينات. وأكدت الإدارة أن الضربات عطلت القدرة الإيرانية على تصنيع مكونات أساسية للقنبلة النووية، وهو إنجاز يُعد، وفقًا لوكالة الاستخبارات المركزية، ضربة استراتيجية ستستغرق سنوات لإيران كي تتعافى منها.


تشكيك استخباراتي وتقديرات متباينة

رغم قوة الأدلة المستندة إلى “استخبارات الإشارات”، حذّر مسؤولون أمريكيون من الاعتماد الكلي على مكالمة واحدة أو تسريبات غير مكتملة السياق. فقد صرح أحد كبار مسؤولي الاستخبارات بأن “مكالمة هاتفية واحدة لا تمثل صورة استخباراتية شاملة”.


تداعيات استراتيجية: هل تسرّع إيران برنامجها النووي؟

أثارت الضربات تساؤلات حول الأثر العكسي المحتمل، فهل دفعت إيران نحو مراجعة حساباتها النووية؟ أم أنها ستسرّع جهودها للردع النووي؟ بينما يرى البعض أنها فرصة لإجبار طهران على العودة لطاولة المفاوضات، يحذر آخرون من أن التصعيد قد يضاعف العزلة ويدفع القيادة الإيرانية لتكثيف برامجها كوسيلة للضغط والمساومة.


 ضبابية المشهد وتحديات المرحلة القادمة

يبقى المشهد غامضًا، مع تضارب التقييمات وتعدد مصادر المعلومات. وبينما تُصرّ واشنطن على نجاح العملية، تحاول طهران التقليل من أضرارها، في ظل احتدام الصراع الإقليمي والدولي حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني. ويبقى السؤال مفتوحًا: هل كانت هذه الضربات نهاية لمرحلة؟ أم بداية لتصعيد أكبر؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى