الذكاء العاطفي: درع وقائي للصحة النفسية في عصر الضغوط المتزايدة

مركز تعزيز الصحة النفسية: المهارات العاطفية أصبحت ضرورة وليست خيارًا
أكد المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية أن الذكاء العاطفي لم يعد مجرد مهارة شخصية، بل أصبح ركيزة أساسية في دعم الصحة النفسية الفردية والمجتمعية، خاصة في ظل التحديات اليومية والضغوط النفسية والاجتماعية المتصاعدة التي تشهدها المجتمعات الحديثة.
وأشار المركز إلى أن الحاجة تتزايد إلى أدوات وقائية فاعلة، ويأتي الذكاء العاطفي في مقدمتها، لدوره المحوري في تعزيز الوعي الانفعالي وتنظيم العلاقات الإنسانية داخل مختلف البيئات، كـ المدارس والجهات المهنية والمجتمع المحلي.
ما هو الذكاء العاطفي؟
يعرف الذكاء العاطفي بأنه القدرة على إدراك المشاعر الذاتية وتنظيمها والتفاعل معها بوعي وتعاطف، وهو ما ينعكس على جودة العلاقات اليومية واتخاذ القرارات بشكل أكثر اتزانًا.
كما يشمل المفهوم جانبًا مجتمعيًا يعرف بـ الذكاء العاطفي الجماعي، والذي يُقصد به توظيف المهارات العاطفية بشكل جماعي لتعزيز روح الثقة والانتماء وتقليل حدة النزاعات، لا سيما في البيئات التي تتطلب تفاعلًا مستمرًا مثل الفصول الدراسية ومواقع العمل.
الذكاء العاطفي في المدارس: نتائج ملموسة على الأداء والسلوك
بحسب ما أورده المركز، فإن دمج مهارات الذكاء العاطفي في المناهج الدراسية قد أظهر نتائج إيجابية واضحة؛ حيث أدى إلى:
- خفض السلوك العدواني بنسبة 27%.
- رفع التحصيل الدراسي بمتوسط 11%.
- تعزيز مهارات اتخاذ القرار والعمل الجماعي.
ويوصي المركز بإدراج وحدات تعليمية تعنى بـ تنمية المشاعر وتنظيم الذات، إلى جانب تدريب المعلمين على أساليب التفاعل التفهّمي وخلق بيئات تعليمية خالية من الوصم والتمييز.
في بيئات العمل: بناء مؤسسات أكثر تماسكًا ومرونة
أكد المركز أن الذكاء العاطفي يمثل عنصرًا جوهريًا في تحسين بيئة العمل، إذ يسهم في تقليل النزاعات، ويدعم العلاقات المهنية المستقرة، ويعزز من روح الفريق والانتماء المؤسسي.
وشدد على أهمية تبني ثقافة تنظيمية تعزز الوعي العاطفي الجماعي، وتضع الصحة النفسية للموظفين ضمن أولوياتها، لتحقيق إنتاجية أعلى ومناخ عمل أكثر توازنًا.
الذكاء العاطفي ركيزة لسلامة الفرد والمجتمع
في ظل الضغوط النفسية المتزايدة في مختلف مناحي الحياة، يبرز الذكاء العاطفي كأداة فعالة لبناء أفراد أكثر توازنًا ومجتمعات أكثر صحة واستقرارًا. ويدعو المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية إلى الاستثمار في هذه المهارات ضمن برامج التعليم والتطوير المهني، لضمان بيئات إنسانية تُراعي المشاعر وتدعم السلام النفسي.