مشروبات الصيف بين البرودة والدفء: ما الأفضل للترطيب في الطقس الحار؟

مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، يزداد الإقبال على تناول المشروبات الباردة والمثلجة اعتقادًا بأنها الوسيلة الأفضل لترطيب الجسم والتغلب على الحرارة، لكن هل هذا الاختيار هو الأمثل صحيًا؟ تقرير حديث من موقع “Healthline” يسلط الضوء على المفاضلة بين المشروبات الباردة والدافئة، ويكشف عن المفاجأة فيما يتعلق بما يُفضله الجسم فعلًا في الطقس الحار.
المشروبات الباردة.. انتعاش مؤقت وتأثير داخلي معقد
رغم أن المشروبات الباردة مثل العصائر الطبيعية والمياه المثلجة توفر شعورًا سريعًا بالانتعاش، إلا أن تأثيرها لا يدوم طويلاً، بل وتدفع الجسم لبذل طاقة إضافية لتحقيق التوازن الحراري الداخلي، ما قد يؤدي إلى زيادة التعرق وانقباض الأوعية الدموية مؤقتًا، ثم تمددها، وهو ما يُفسر الشعور المفاجئ بالإرهاق أحيانًا بعد تناولها.
من بين المشروبات المفيدة في هذا السياق:
- ماء جوز الهند: غني بالمعادن ومنعش بامتياز
- عصير الليمون بالنعناع: مثالي لترطيب الجسم ومنح إحساس بالانتعاش الطبيعي
المشروبات الدافئة.. تبريد داخلي بطريقة ذكية
على النقيض، يوصي خبراء التغذية بتناول المشروبات الدافئة مثل الشاي أو الأعشاب، بدرجة حرارة معتدلة، حيث تحفز التعرق الطبيعي بطريقة متزنة، مما يساعد الجسم على تبريد نفسه ذاتيًا دون جهد زائد.
أمثلة على مشروبات مفيدة:
- شاي النعناع أو الزنجبيل: مهدئة وتقلل الشعور بالحر
- البابونج: يساعد على الاسترخاء ويعزز التوازن الحراري
الماء الفاتر.. الخيار المثالي في كل الأوقات
رغم المفاضلة بين الدافئ والبارد، يبقى الماء الفاتر هو الأفضل، كونه يتناسب مع درجة حرارة الجسم، ولا يُربك النظام الحراري الداخلي، ويوفر ترطيبًا فعّالًا وآمنًا.
ينصح الخبراء بتناول الماء على مدار اليوم حتى قبل الشعور بالعطش، للوقاية من الجفاف، ضربة الشمس، والإجهاد الحراري، كما يُنصح بإدراج الفواكه والخضراوات الغنية بالماء ضمن النظام الغذائي مثل البطيخ، الخيار، والبرتقال.
احذر هذه المشروبات في الصيف
لتجنب الجفاف والمشكلات الصحية، ابتعد عن:
- المشروبات الغازية والمُحلّاة بالسكر: تؤدي إلى فقدان سوائل الجسم
- المثلجات الشديدة البرودة: قد تسبب اضطرابًا في توازن الجسم الداخلي
- المشروبات المحتوية على الكافيين بشكل مفرط: مثل القهوة الثقيلة أو مشروبات الطاقة
خلاصة علمية: الاعتدال هو السر
الصيف لا يعني الإفراط في المشروبات المثلجة، بل يكمن الحل في التوازن بين الدافئ والبارد، والتركيز على الماء كمصدر أساسي للترطيب، مع اختيار المشروبات والأطعمة المناسبة لطبيعة الجسم ودرجة الحرارة المحيطة.