“الوحدة تقتل”: تقرير صادم من منظمة الصحة العالمية يكشف عن وفاة شخص كل 36 ثانية بسبب العزلة

كشفت لجنة العلاقات الاجتماعية في منظمة الصحة العالمية عن أرقام مقلقة تُظهر أن الوحدة أصبحت أحد الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم، متسببة بوفاة نحو 100 شخص كل ساعة، وهو ما يعادل 871 ألف حالة وفاة سنويًا، ما يسلّط الضوء على أزمة خفية تهدد الصحة العامة بشكل غير مسبوق.
أزمة صامتة تهدد العالم
وبحسب التقرير الصادر حديثًا عن اللجنة، فإن واحدًا من كل ستة أشخاص حول العالم يعاني من الشعور بالوحدة، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية والجسدية، ويقلل من معدلات الرفاهية، كما يسهم في زيادة معدلات الوفاة المبكرة.
وأكد التقرير أن العلاقات الاجتماعية المتينة تساهم في تحسين جودة الحياة، وتعزيز متوسط العمر المتوقع، كما تقلل من فرص الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، والاكتئاب.
الوحدة لا تميز بين الأعمار
خلافًا للاعتقاد الشائع، أشار التقرير إلى أن الشباب هم الفئة الأكثر تأثرًا، حيث أظهرت الإحصائيات أن 17 إلى 21 بالمئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و29 عامًا يعانون من الوحدة، مع تصدر المراهقين قائمة المتأثرين بهذا الشعور عالميًا.
وأوضح التقرير أن الشعور بالوحدة لا يقتصر على كبار السن، بل يشمل مختلف الشرائح العمرية، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بتدهور الصحة النفسية والبدنية على حد سواء.
التكنولوجيا والروابط الإنسانية.. مفارقة مؤلمة
في تعليق لافت، صرّح تشيدو مبيمبا، رئيس لجنة العلاقات الاجتماعية في منظمة الصحة العالمية، قائلًا:
“رغم الترابط الرقمي الهائل، إلا أن العزلة في تزايد. يجب أن تكون التكنولوجيا وسيلة لتقوية الروابط، لا إضعافها.”
ودعا مبيمبا إلى دمج العلاقات الاجتماعية في مجالات الصحة، والتعليم، والعمل، والخدمات الرقمية، كخطوة وقائية مهمة في مواجهة آثار العزلة المتفاقمة.
العلاقات الاجتماعية.. وقاية من الموت المبكر
ووفقًا للتقرير، فإن الترابط الاجتماعي المتين يسهم في الوقاية من الأمراض النفسية والجسدية، كما يعزز تماسك المجتمعات، ويجعلها أكثر أمانًا واستقرارًا وازدهارًا، ما يجعل من تعزيز الروابط الإنسانية أولوية صحية عالمية لا تقل أهمية عن الوقاية من الأمراض المعدية.
دعوة عاجلة لصناع القرار
دعت منظمة الصحة العالمية الحكومات والمؤسسات إلى اتخاذ إجراءات عملية لمكافحة العزلة الاجتماعية، عبر وضع استراتيجيات وطنية لدعم التواصل البشري، وتمكين المجتمعات من إعادة بناء علاقاتها الاجتماعية، محذرة من أن استمرار تجاهل هذه الأزمة قد يترتب عليه تبعات صحية واقتصادية وأمنية خطيرة.